بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله نحمده ونستغفره ونستهديه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ، وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء و المرسلين قائد الغر الميامين و البيض المحجلين وعلى آله وصحبه و أسلم تسليماً كثيرا
نرى بعض أبناء جلدتنا إذا قيل أمامه أن من يرفع راية الجهاد ( الإرهاب ) في هذا العصر يسعى لإرساء قواعد قيام دولة الخلافة الراشدة ، نراه يستهزء بها ويصفها بأحلام السفهاء ويشكك في مصداقيتها ، بينما في العصور الماضية حلم الإنسان بالطيران وسعى لتحقيقه وضحى في سبيل ذلك بنفسه وماله ... فلماذا يلومنا البعض ؟؟
يلومنا على أحلامنا ويسفهنا وينعتنا بشتى النعوت، بل و يحاربنا عليها، لماذا ؟
لأننا نحلم بحياة العز و الشرف و تطبيق العبودية لله الواحد الصمد ، ونتحرر من العبودية المصطنعة
العبودية للشهادات
العبودية للوظيفة
العبودية للراتب
العبودية للقوانين الوضعية
العبودية للوطن و القومية
العبودية للحاكم
العبودية للأقوياء
هذه الأمثلة للعبودية المصطنعة التي عشناها في هذا العصر منذ قرن من الزمان وتبلدت أحاسيسنا عليها ورضينا بها ، وما تكالبت علينا الأمم في هذه السنين العجاف إلا ليقينهم بأننا أمة تابعة مستعبدة تحمل جميع صفات القدرة على التغير كما يحلو لمن يشاء في أي وقت .
فنحن حالياً مؤهلين لذلك ولا يحتاج الأمر لدليل فواقعنا يشير إلى ذلك إشارة قاطعة ، فما يروج له الغرب من أفكار ولا أفعال إلا وكنا أول المتبعين و المقلدين ( ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) .
فمن أجل هذه العبودية المصطنعة و الإتباع المقلد للغير تبادرت إلى ذهون الأحرار ممن لا يرضوا بالعبودية و التقليد و إتباع الغير تبادرت إلى ذهونهم :
لماذا هذه العبودية الزائفة المصطنعة ؟
لماذا هذا الإتباع المقلد للغير ؟
لماذا لا نكون أحرارا ؟ متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !!
وهكذا وردت الخواطر حتى إهتدينا إلى أنه لا يكون ما نريد حتى نطبق شرع الله على الأرض قولاً وعملاً ، ونحرر أنفسنا من هذه العبودية المصطنعة الزائفة من أجل دنيا زائلة ، ولا يتسنى لنا ذلك إلا بتثبيت رواسخ أركان الخلافة الراشدة .
هذا حلمنا ! فلما تستهزؤون بأحلامنا ؟
أنتم تحلمون كما تشاؤون وهكذا نحن نحلم بما نشاء ، فلما تسفهون أحلامنا وتقاتلونا عليها ؟؟
هل أحلامنا هراء و أحلامكم هناء ؟
تعالوا نسترجع الماضي :
ألم يحلم الإنسان من قبل بالطيران ! هل في تلك الأزمنه لم يتم تسفيه حلمه و الإستهزاء به !
ألم يذهب البعض ضحايا لهذا الحلم بالطيران وكان من الأوائل عباس بن فرناس !
وها نحن في زمن الأقمار الصناعية التي تجوب الفضاء ... وقد كان حلماً...
ألم يتحقق الحلم !!!
إذن لماذا يستهزء بحلمنا و نحارب عليه ؟؟
حلم إنشاء دولة خلافة راشدة في عصر كثر فيه الخبال وتسلطت فيه الأهواء !!
حلم نعلم حقيقة تحقيقه ولو بعد حين وقد وعدنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بذلك في أواخر الزمان!!
لماذا نرى البعض من أبناء جلدتنا يتضاحكون ويتغامزون ويستهزؤون عند سماع ظهور خلافة راشدة في هذا الزمان
و أتسأل لما يتضاحكوا ويتغامزوا ! عجباً لهؤلاء
قال الله عز وجل : { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (65) سورة يونس
بل إن فكرة ظهورها و الحلم بها في هذا الزمان هو التفكير السليم
بل إن هذا هو زمانها ! ففي أي زمان تنشأ إن لم يكن في زمان الضياع !
لتحتفظ الأمة بهويتها الإسلامية التي ضاعت قرناً من الزمان على أيدي الصهيوصليبية و أعاونهم من بني جلدتنا الخونة
ألم يضحي الإنسان بنفسه في سبيل تحقيق حلمه بالطيران ، فمن أجل الطيران ضحى بنفسه وهاهو حلمه قد تحقق إلى أبعد مما كان يتصور !
فإذا كان قد ضحى الإنسان بنفسه من أجل تحقيق حلمه في الدنيا !
فلماذا لا نضحي من أجل تحقيق حلمنا في الدنيا و الأخرة ؟؟؟
[size=21]ولكل حلم تضحية
وها نحن في سبيل تحقيق حلم إرساء قواعد الخلافة الراشدة نضحي بأنفسنا و أموالنا وبكل ما نملك من الغالي و النفيس ، وسيتحقق بإذن الله تعالى كما وعدنا ربنا عز وجل على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بذلك
كما نشحذ الهمم ونطالب الأحرار من أهل الإسلام أن لا يملوا ولا يحزنوا ولا يركنوا ، فتلك الأيام نداولها بين الناس ، وقد قرب الفرج بحول الله وقوته ، وإنني أرى بشائر النصر تلوح في الأفق
ونقول لؤلئك المستعبدين المستهزئين المطئطئين رؤوسهم
إذا رضيتم بعبوديتكم المصطنعة لغير الله عز وجل ! فهل يتوجب علينا الإتباع ؟
إذا رضيتم بلهثكم وراء مغريات الدنيا ! فهل يتوجب علينا الإنغماس ؟
إذا رضيتم أن تكونوا طوع أمر العبد الذي خلق من ماءٍ مهين ! فهل يلزمنا هذا الإنصياع ؟
تلك أحلامكم ! وهذه أحلامنا ...
أحلامكم لا تزيدكم إلا مهانة و إحتقار بين الأمم ويوم يقوم الحساب
بينما أحلامنا لا تزيدنا إلا عزاً وفخراً بين الأمم ويوم يقوم الحساب
ولا عز لنا إلا بالإسلام و الجهاد ( الإرهاب )
قال الله عز وجل : { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا } (139) سورة النساء
شتان بين عبودية المخلوق من نطفة من ماء مهين وبين عبودية الواحد القهار
سنظل نحلم و نحلم بقيام دولة الخلافة الراشدة حتى تتحقق
كما تحقق حلم الطيران !!
وأحمد الله عز وجل على وجود الكثير من أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها يحدثون أنفسهم بهذا الحلم العظيم .
فالإسلام القويم ليس مقصوراً
على فئة دون فئة
ولا على شعب دون شعب
ولا على طائفة دون طائفة
ولا على دولة دون دولة
قال الله عز وجل : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (28) سورة سبأ
إسفهوا أحلامنا وقاتلونا و أكثروا ...
فلا تزيدونا إلا قوةً و تصميمــا ...
نحن أمة نغفو ولكن لا ننام
نحن أمة نمرض ولكن لا نموت
وأختم حلمي بقيام الخلافة الراشدة بقول الله عز وجل :
{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } (10) سورة فاطر
اللهم أرنا الحق حقاً و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا إجتنابه
... اللهم امين ...
وسلامٌ على المرسلين و الحمد الله رب العالمين
مشكورة أختي الفاضلة على الطرح الجيد