أبو القسام عضو نشيط
عدد الرسائل : 79 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: لتقف غزة على قدميها 15.06.09 5:58 | |
|
هَمسَت في أذنيه: - لله أنت! فتبسّم.. وظلّ صامتاً.. حائراً لا يدري من أيّ الأطراف يكمل، فعادت إليه.. ومسحت حبات عرق أندت جبينه وابتسمت، ثم همست أخرى: - جميلٌ كـغزّة! كانت!! واستبدل الكلمات بطيّ جفنيه.. وكأنّه يقول: (غزّة أجمل!)
كانا حلمين منفصلين! واحد يكبر في الغربة والآخر يُبترُ في غزّة! لكنه أيضاً يكبر.. بملامح القتال والدم والبقاء، بمعالم القطاع المذبوح من الحدّ إلى الحدّ إلى البحر المأسور العابق ملحاً وشهادة.. إلى المعبر! ومازال يكبر بهم وفيهم كانا حلمين منفصلين! الأول يتجرّع غصّات الشتات.. ويرتوي الآخر بالدماء! غير أنّهما يكبران، ويحترفان عشق التراب وما يحويه.. وما تجذّر فيه من زيتون وشهداء!! وعشق السماء برغم ما تساقط منها عليهم من مطر وصواريخ وموت مدبّر! وما تحصيه من دعوات النساء لرجالهم! وما تحويه من أرواح الرجال الرجال!! كانت تتملى منه، تقرأ صمته.. ثمّ هَمسَت في أذنيه: - غزّة كلّها.. تقف على قدميك! فتبسّم.. وتذكّر آخر خطوة خطاها في غزّة أرض غزّة قانية.. والسماء محاصَرة بفوضى الطائرات.. والبحر يغرق بالسفن الحربية، كلّ شيء هدأ للحظة.. ثمّ استمر الموت بتكرار نفسه! كانت هذه اللحظة له، وكانت لها.. بغير علمها! من كان يعلم؟ أن "سيلفر أرو" ليست حكراً على إسرائيل! وأنّهم في غزّة يعرفون قطع السلاح التي جاءت لتبيدهم.. يعرفونها بتفاصيلها.. بحجم الألم الذّي صنعت من أجل تحقيقه! وأنّهم في كل شبر في غزّة جرّبوا كل هذه الأسلحة! جرّبوها بأجسادهم! وبَصَمت بعمق عليها! فلم يعد بعد ذلك من شيء يخشون لقاءه قبل لحظته بقليل.. كان كل شيء كما اعتاده، الحجاج يقفون بعرفة وحجاج غزّة وقفوا بمعبرهم! كان كل شيء غزّي! من قبل الأول من ذي الحجة لبعد العاشر منه.. غزّي باحتراف! بفرحه وألمه، ومؤمن كذلك.. كان ينتظر عيده، فجاءه قبل يوم من موعده.. جاءه من غير قدميه! وقبل لحظتها بقليل، ديما.. كان كلّ شيء كما اعتادته.. بأحلام يانعة.. تمعن النظر فيها لتجدها باهته! تحتاج دماً ينضجها.. فتؤنس وحشة نفسها بما حفظته من آيات.. وتنتظر عيدها، فيأتيها.. متأخرّا عن موعده.. كانا حلمين منفصلين.. واقتربا.. فهمست بأذنه يوماً.. - جميلٌ كـغزّة! كــأنت!! ولما ظلّ صامتاً همست أخرى - غزّة كلّها.. تقف على قدميك! - ألا تستحق؟ ألا تستحق أن تقف أيضاً على روحي؟ - ... وروحي أيضاً فتبسّم.. وتذكّر آخر خطوة خطاها في غزّة! ثمّ همس بأذنيها - بل... لله نحن!
إليهما.. عندما تصبح غزّة وسادة لحلمهما.. وعندما يصبحان -بكل حب ورضا- وقوداً لغزّة! إليه.. عندما تُستهدف الراية فيضمها لصدره! مؤمن قريقع إليها.. عندما يظلّ الحب مقترنا بالمطر.. باسمها! بفعلها! ديما عايدية إليهما.. وهما أجمل الأحلام التي تخطّت حدود الحالمين.. فأصبحا.. زوجين
و... همسة أخيرة إليهما من أحبّ في الله وأجتمع بنصفه الآخر في الله.. ومن نذر عمره لله وروحه لله لا تنسيه فرحه اللقاء إكمال ذات الدرب، وها أنتما اثنين.. معاً.. بقدر ما هو سهل أن يكمل أحدكما الآخر بقدر ما هو صعب أن يعين أحدكما على استمرارية الآخر.. وحسبنا أنّنا نرى فيكم الصمت المحمّدي وننتظر منكم ثمرة لقائكم.. فخلّوا طريقاً لدعواتنا أن تصل إلى السماء حتّى تصلكم بنان
___________________________________ إنِّي لأعجبُ كَيفَ يُمكِنُ أن يَخُونَ الخَائِنُونَ؟ أَيَخُونُ إنْسَانٌ بِلاَدَه! إِن خَانَ مَعنَى أن يَكُون، فَكَيفَ يُمكِنُ أن يَكُون؟
| |
|
جمعة أبوعودة إدارة الموقع
عدد الرسائل : 719 العمر : 55 الموقع : خان يونس العمل/الترفيه : مدير مساعد المزاج : حب الخير تاريخ التسجيل : 31/12/2007
| موضوع: رد: لتقف غزة على قدميها 01.07.09 12:47 | |
| مشكور على الموضوع لك الله يا غزة
و فك الحصار عنها
| |
|