من المستفيد وكيف تحولت إلى مركز رئيس لأعمال الموساد في أوروبا؟
الدنمارك . . إعادة إنتاج أزمة الرسوم تعزز مفهوم صدام الديا نا ت
. لماذا الإصرار على إغراق العالم من جديد في مستنقع الخلافات العقائدية ؟تساؤل محير يحتا إلى جواب شاف مع توضيح الأسباب الداعية له في كل مرة ولمذا من الدنمارك؟مما يجعل البحث عن تلك الايادي الخفية التي تدفع العالم دفعا جهة الشقاق و الفراق عوضا عن التعاون و الوار الانساني.
مرة واحدة وعلى اثر اتهام من قبل أجهزة الأمن الدنماركية لثلاثة أشخاص بمحاولة اغتيال كورت سترارد " أحد رسامي الأزمة في صحيفة "جيلانذر بوستن" التي كا نت أول من نشر الرسومات المهينة للإسلام والمسلمين في 30 سبتمبر من العام 2005، فجأة وجد العالم إحدى عشرة صحيفة دنماركية من بينها الثلان الكبرى تعيد نشر ذات الرسومات الكريكاتورية التي أصا بت مساعر العالم الإسلامي في مقتل بحجة الانتصار للحرية ورفضا للإرهاب وفي هذا الصدد كانت صحيفة " برلينجسكي تيدندى " المحافظة الواسعة الانتشار تصرح بالقول " إن حرية التعبير تمنح الحق في التفكير والتحدث ورسم ما نريد والمخططات الإرهبية لن تغير شيئا في ذلك " وبات الأمر كأن خيروسيلة لمكافحة " فكرة" الاغتيال التي هي قيد التحقيقا ت ولم تثبت بحكم قضائي هو الهجوم الضاغط على مسلمي الدنمارك خاصة والعالم عامة في مشهد استفزازي عمدي لمشاعر أكثر من مليار وربع مليار مسلم على مستوى العالم
ولعل التساؤل الذي يستبق الأزوة وإعادة إنتاجها هل يراد من خلال هذه الزوبعة تعطيل مسيرة بعينها لا يرضى عنها نفر تحت الشمس يسيرون حتى الساعة على هدى سيا سة " فرق تسد "؟ وبمعنى اوضح هل هناك من يسعى للتفريق بين الشرق والغرب كلما حاولا الاقتراب وتعميق الخصومات والعداوات وجعل الفاسل العبائدي هوة سحيقة لا يمكن ان تجسر بحال من الأحوال؟
في الأفق رسائل عريضة تؤكد أن الأمر ربما بات على هذا النحو.. ملذا تعني تلك العبارة ؟
الأزمة وتعطيل مسيرة الحوار :
في شهر نوفمبر الماضي كان لقاء السحات وعن حق ذلك الذي جمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، كان اللقاء بردا وسلاما وتجاوزا لكبوات أريد بها تعطيل مسيرة التلاقي وتعزيز فكرة وحدة النوع الإنساني في مجابهة كثير من شرور العولمة الآثمة التي يموج بها العالم وجاء لقاء الملك والبابا في أجواء ملبّدة على الصعيد العالمي وفي أزمنة اشتدت فيها ضبابية الراديكاليات السياسية المتخفية وراء أقنعة " دوريان جراي " والمتعلقة بأهداب الأديان والمنقادة خلف رؤى المتنبئين .
فوراء الأطلسي اختطفت الإدارة الأمريكية الحقوق الإلهية وصارت إلى ما يشبه الحكم الديني في ظل رئيس لا يستنكف يقيض دور الرائي كما تصورة الكتب المسيحية ، ولكن رؤياه تلك لم تك أبدا ذات صبغة سلامية أو ملت دعاوى المحبة بل رؤى قادت العالم إلى صراعات عسكرية وحروب دموية اتسمت بصبغة دينية واضحة وفاقعة ، عندما أطلق مصطلح "الحرب الصليبية" غداة أحداث 11 من سبتمبر.
وعلى الجانب الآخر وجد في الشرق و الذي طالما حصره المستشرقون الغربيون في قوقعة إسلامية فقط وكأنهم ينكرون عليه تعايشا مشتركا لقرون طويلة بين مسلميه ومسيحيه وحتى يهودية، وجد من اختطف سماحة الإسلام وتسامحه و الذي عاش في كنفه هؤلاء و أولئك قرونا طويلة وقدم هذا النفر للعالم صورة مشوهة و مبتورة لا علاقة لها بالإسلام بقديمه وجديده، صورة لقاطعي الرؤوس ومفخخي السيارات ورافضي الآخر، صورة للساعيين لمناظرة الراديكالية الأخرى و القائمة وراء الأطلسي في صراع عقيم يفتح على البشرية أبواب جهنم ولا يبشر بأي حاضر أو مستقبل آمن.
فكانت الرسالة التي أصدرها مائة وثمانية وثلاثون مسئولا دينيا مسلما في مناسبة عيد الفطر الماضي ووجهوها إلى حضارة الفاتيكان والى عدد من القيادات المسيحية البارزة حول العالم يعتمد على إقامة حوار أفضل بين المسلمين و المسيحيين، وأكدوا فيها أيضا على مواطن التشابه بين الديانتين مستشهدين بآيات من القران الكريم تحض المسلمين على معاملة اليهود على معاملة اليهود والمسيحيين بمودة ، وأنهم جميعا يعبدون الله وحده.
وكانت الردود الفاتيكا نية على الخطاب الإسلامي على نفس القدر من التقدير، إذ أعلن الكاردينال "ترشيزيو برتونية" عن تقدير الفا تيكان الكبير لهذة المبادرة، مجددا التأكيد على أهمية الحوار بين المسيحيين والمسلمين ، ذلك الحوار القئم على أربع ركائز أساسية: احترام كرامة الكائن البشري، المعرفة الموضوعية لديانة الطرف الآخر، تبادل الخبرات الدينية الالتزام، المشترك في تعزيز الاحترام المتبادل.
والمثير أنه في نفس اليو الذي أعادت فيه الصف الدنماركية الإحدى عشر نشر الرسوما ت كان الكاردينال جان لويس توران رئيس الجانب الفتيكاني للحار بين الأديان يصرح لوكالة – ZE NIT بتفاصيل تربيب اللقاء المزمع انعقادة قريبا بين علماء المسلمين والذي يتطالع في طريقه في خدمة البشرية ألى ما هو أبعد من مجرد الاتفاق على القيم الأساسية الأولى، مؤكدا أن الحوار سيطال مواضيع أخرى كحقوق الإنسان كما تنص عليها الاتفاقات الدولية ومبدأ التبدل البالغ الأهمية على سعيد الحية الدينية، ومشيرا إلى أن لهدف من اللقاء هو وضع هيكلية للحوار وقناة دائمة مفتوحة للعاء، وجميعها يمكن أن يضع المراقب علامة استفهام عريضة على مستقباها لاسيما إذا تطورت الأزمة الدنماركية من جديد، ليكون التساؤل المفترض طرحه هو من المستفيد حال تعطلت قنوات الاتصال والوار وبقاء المواجهة بين الإسلام والغرب على أشدها؟
فليمنغ روز ودو اليهودي الأوكراني :
وللإجابة على ذلك لا بد من معرفة هوية المحرر الثقافي في صيفة " جيلاند ز بوستن" والذي كان السبب الرئيس في إطلاق شرارة أزمة الرسو الأولى، ذلك أن القصة تقود إلى قيام مؤلف ديماركي بتأليف كتا ب للأ طفال عن العالم الإسلامي والإسلام والمسلمين وأورد صورة للنبي محمد " صلعم" ليجعلها على غلاف الكتاب، وفي سعيه وجد رفضا من قبل عدد بالغ من الرسامين مما دعا "روز" للقيام بما يشبه الحملة التي استطاعت تجنيد 12 رساما كاريكاتوريا للقيام برسم اثنتي عشرة صورة مليئة بالأحقاد والراهية المولدة للإسلام والمسلمين لاسما في زمن تسود فيه إشكالية الإسلاموفوبيا في الغرب.
لكن ماذا عن فليمنغ روز ولمذا أخذ على عاتقه دون غيره القيام بهذا الدور؟ الإجابة ها عند الكاتب الأمريكي " جايمس بترس " في مؤلفه الشهير STATES THE POWER OF ISREAL IN THE UNITED " " سطوة إسرائيل في الولايات المتحدة" والذي فيه يكشف أنه من غير المفا جئ أن يكون يهودي أوكراني يعمل تحت اسم فليمنغ روز ويقيم علاقات عمل وثيقة مع الدولة الإسرائيلية وبصفة خاصة مع حزب الليكود اليميني" كاديما حاليا"محور الجدل حول الرسوم الكاريكاتورية.
والشاهد أن تارخ روابط روز بإسرائيل يعود إلى ماقبل مقابلته الرويجية المشهورة مع دانيال بايبس في عام 2004 وهو الأيديولوجي الصهيوني، الكاره للعرب والمسلمين.
ففي الفترة مابين 1995-1990 عمل روز مراسلا في موسكو مهتما بترجمة السيرة الذاتية لبوريس يلتسين الابن بالمعمودية لأعضاء حكومة النخبة الروسية في مرحلة ما بعد الشيو عية والموالين لإسرائيل والذين يحمل معظمهم جنسية روسية إسرائيلية مزدوجة ويتعاونون مع الموساد في تبييض أموال غير مشروعة تقدر بالمليارات.
وفي العام 2005 اصبح مرر جيلاندز بوستن الثقافي با لرغم من معرفته العليلة بهذا الحقل ولم يفهم صحافيون دانماركيون آخرون في فريق العمل سبب هذا الإجراء وفي منصبه الجديد وجد روز سندا قويا للتحريض واستغلال العداء المتنامي الذي يكنه الدنماركيون المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط ولاسيما المسلمين الممارسين لعبادتهم ولهذا قام بنشر النقد اللاذع والمعادي للإسلام الاذي وجهه دانيال بايبس وقام بوضعه على هيئة مقابلة سحفية بهدف "اختبار عمق المياه" قبل المباشرة بالمرحلة التالية التي تمثلت في نشر الرسومات لخدمة استراتيجية طانت توضع في عاصمة دولة أخرى تصر على قيام مواجهة بين الغرب والشرق.
وفي أعقاب نشر السور كان بايبس ينفث سما في مقال بعنوان "الرسوم والإمبريالية الإسلامية" قال فيه محاولا تصوير المشهد على أنه صراع حضاري: إن القضية الأساسية في معركة الرسوم هي هل سيقف الغرب ليدافع عن قيمه ممبادئه بما في ذلك حرية التعبير، أم سيترك المسلمين يفرضون طرق ياتهم على الغرب؟ويجيب ليست هناك مساومة على الغربيين إما أن يستعيدوا حضارتهم بما في ذلك حقهم في توجيه الإهانة والإساءة وإما لا؟
والضاهد أن الأمريتخطى بايبس وروز، إذ إنهما ليس إلا أدوات في يد كراهية لها جذور ضاربة في عدوانيتها وخبرتها في تدبيى المكائد والدسا ئس والذي يوقن بأنه طالما بقي الشرق والغرب على خلاف والمسيحية والإسلام في تصادم ظل هم سيد الموقف
من كوبنها جن إلى تل أبيب والعكس:
والتساؤل المثير هو لمذا كانت الدنمارك نقطة الانطلاق السيئة لهذه الحملة دون غيرها من العواصم التاريخية التعروفة بصداقتها الممتدة مع اليهود مثل لندن التي منها انطلع الوعد المشئوم أو واشنطن ونيويورك حيث أكبر جالية يهودية في العالم واشد ضغوط موالية لإسرائيل تمارس على الإعلام والرأي العام؟
... تساؤل مشير عن من يرغب في وضع الدنمارك وسط صراع الحضارات الذي قال به صموئيل هنتجتون والذي هوفي الأصل تكرار لرواية" برنارد لويس" المؤرخ الأكثر عداء وكراهية للمسلمين والذي هو أيضا ربيب الاستخبارات البريطانية والمؤسس الرئيس لنظرية الصدام منذ العام 1964 أي في ظل احتدام الحرب الباردة.
وهذا يؤكد ماذهب إليه أحد عملاء الموساد الإسرائيلي المنشقين "فيكتور جاي.أوسترفسكي في كتابه " عن طريق الخداع" الصادر في نيويورك العام 1990 ويشير فيه إلى العلاقة الوثيقة بين أجهزة المخابرات الدنماركية والموساد الإسرائيلي، ففي صفحة 232231- من الكتاب يدكر" ان العلاقة لين جهاز الاستخبارات الخارية الإسرائيلي "الموساد" والمخابرات الدنماركية حميمة جدا لدرجة أنه ليس بالإمكان أن تكون غير لائقة، ولكن هذا الوضع لا يعود إلى ما يتمتع به الموساد الموساد من مزايا بل غلى فضل الديمارك عليه، ويعود سبب ذلك إلى الاتطباع غير الصحيح لدى الدنماركيين الذي يعود للحرب العالمية الثا نية عندما أنقذوا حياة الكثيرين من اليهود من المحرقة النازية، ولذلك فالإسرائيليون ممتنون للدنماركيين الذين لا يزالون يعتقدون ان اليهود هم ضحا يا التاريخ وليس جناة بحكم احتلالهم للأراضي الفلسطينية كما هو الحال اليوم" .
فقد أضحى للموساد قدرة على مراقبة كل السكان العرب ولا سيما الفلسطينيين المقيمين في الدنمارك وذلك من خلال علاقاتهم الخاصة مع الدنماركيين، إذ يراقب عميل من الموساد الإسرائيلي كل الرسائل العربية وتلك التي يتم تبادلها بين أقراد الجالية العرية في الدنمارك والتي تصل مقرات المخابرات الدنماركية وأجهزتها الأمنية المدينة وهو إجراس غير عادي لجهاز مخابرات أجنبي "ولا يعني ذلك سوى عبارة واحدة" اختراق غسرائيلي "كامل للدنمارك " مما يضع أكثر من علامة استفهام حول عصة مؤامرة الاغتيال التي كانت سيا في إعادة تدوير الأزمة ونشر الرسوم ثا نية.
تأجيج الصراع ضد إيران
كان العام 2005 الوقت الذي بدت فيه أبعاد المؤومرة الأمريكية الإسرئيلية ضد العراق تتضح وظهرت الأكاذيب على السطوح بعد أن تم تداولها همسا في المخادع كما يقال، في تلك الآونة كان على مصادر الموساد في النيويورك بايمز والوول ستريت جورنال وفي أماكن اخرى معالجة مسألة الإطراء المفالى فية من خلال إظهار التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية الإيرانية غير الموجودة أصلا،كان الوضع بحاجة ألى حملة دعئية لإسكات منتقدي الحرب وتعميق الأحقاد حيال الإسلاميين العرب بشل عام وإيران بصفة خاصة.
والمعروف ان محاولات الاستخبارات الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود الدنمارك بل جاولت الوصول إلى عدد من العواصم الغربية الأخرى وفي مقمتها فرنسا، ففي اوائل يناير "كانون الثاني من عام 2006 فعل "بتشديد العين" ضباط الاستخبارات الإسرائيلية المعروفون بالعبرة " الكاتساس"من نشاط جماعة أخرى تعرف "السيا نيم" أي المتعونون سواء من اليهود أو من الغربيين المتعاطفين مع إسرائيل إلى أبعد حد ومد لنشر نسخات مطابقة للرسومات الكاريكاتورية وفي وقت واحد أي في الأول والثاني من فبراير شباط من العام 2006 وقد تمثلت إحدى عمليات السيانيم في حمل المحرر الأعلى للصحيفة الفرنسية "فرانس سوار" FRANCE SOIR ورئيس التحرير سيرجفوبير على التخاذ القارار بنشر هذة الرسوم والأكثر إثارة أن مالك السحيفة الكاثوليكي الرنسي المصري رامي لكح قام مباشرة بطرد مدير التحرير اك لوفران الذي طان قد عملية النشر هذه،وفقا لمقابلة خحافية مع أل CNN وذلك دون المساس بليفي وفوبير على حد توثيق جيمس بتراس.
ولكي تزداد الأزمة سخونة ويتكرس الجرح العربي والإسلامي كانت الأيادي الخفية للسيانيم الإسرائيلي وبراوية البوفيسور الأمريكي المسيحي عينه وليس الإسلامي تمتد إلى كافة وسائل الإعلام الغربية لتثير الرأي العام الأوروبي والأوريكي تجاه الاحتجا جات الإسلامية الي بدت معتدلة بداية وزدات وتيرة سخونتها لاحقا بل إن هناك من ذهب إلى القول بأن عملاء الموساد السريين المنتشرين بين الشعوب قادوا حركات الاحتجاج وذلك لتأكيد المخاوف من أن هولاء العرب والمسلمين ديما يون لا يجت أن يمتلكوا سلاحا نوويا يمكن أن يستخدموه لفناء الغرب على نحو خاص.
بل إلى أبعد من ذلك فإن أجهزة المخابرات الديماركية قد صبت مزيدا من الزيت على النار من خلال توجيه النصح لرئيس وزراء الدنمارك اليميني "اندرز فوغ راسموسن" بعدم التراجع، رافضا الاعتذار كما طلبت الأنظمة العربية ذات الميول الغربية، ورافضا كذلز طلبا للقاء مجموعة من دبلوماسي دول عربية وإسلامية معتمدين في الدنمارك لمناقثة الوضع.
محاولة إقحام الهولوكوست
وفي إطار السعي الإسرائيلي الدوؤب لتحريك عجلة الحرب ضد إيران من جديد حاول "فليمنغ روز"أداة الموساد القيام بمناورة أخرى لزيادة الوتر بين الشرق والغرب، غقرض علانية نشر إي رسوم طاريكاتوري إيرانية في صحيفته تسخر من الهولو كوست ذلك التابو المقدس الذي لا يستطيع أحد الاعترات من قد سيته وإلا كانت القوانين خلف الباب له رابضة وفي مقدمتها اتهام جاهز على الدوام بالعداء للسامية.
من الواضح أن رئيس تحرير يلاندز بوستن قد أدرك متأخرا برنامج فليمنغ روز المخبأ ورفض العرض طا لبا من روز أخذ إجازة عمل ، وغادر روز ألى ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية ليحظى بماية السيانيم المحليين المسلحين والمدريين على الدفاع عن الصهاينة المهددين.
لكن وعلى الرغم من رحيل فليمنغ إلإ أنه من المؤكد وجود خلفاء له يكملون ما بدأه السيانيم والتي يصفها اوستوروفسكي بقوله: إنهم يؤلفون بركة من آلاف الأفراد الناشطين وغير الناشطين الذين يمكنهم توفير خدمات بشكل منفصل عن الولاء لقضية إسرائيل كما تعبر عن ذلك اية عملية يقوم بها الموساد حاليا.
والواضح أن السيانيم لا يهتم مثل فليمنغ روز بمصلحة وطنه الأمنية أو الاقتصادية بقدر اهتمامه بتحقيق الخطوط العليا في الاستراتيجية الإسرائيلية التي ينفذها الموساد.
والتساؤل ماذا حال افتضح أمره كما جرى؟ المؤكد ان ذلك الأمر سيسي ء إلى منزلة اليهود في الشتات، إذن ما الذي يمكن ان يحدث من امور سيئة لأولئك اليهود؟سينظر إليهم على أنهم طابور خامس وغير مرحب بهم في تلك الدول وساعتها لن يجدوا إلا إسرائيل أمامهم كملاذ أخير وهذا هم الأمر المطلوب، المزيد من المها جرين للدولة العبرية، من الواضح كذلك أن لهذه اللامبالاة عواقب على اليهود الذين رفضوا الالتحاق كمعاونين للموساد في بلدان يمارس جهاز المخابرات الإسرائيلي تأثيرا فيها.
ومع ظهور تقرير الاستخبارات الأمريكي بشأن إيران بدا وكان آمال إسرائيل تخبوفي توجيه واشنطن لضربة عسكرية لطهران وجاءت جولة أولمرت في أوروبا لاسيما لقاءه والمستشارة الألمانية ميركل لتواكب عملية إعادة فتح ملف الرسومات ما يضع علامات استفهام حقيقية على ما هو أبعد من رسومات بعينها.
الدنمارك والترويج للإسلاموفوبيا:
المشهد يتجاوز مجرد التحريض والإثارة لشن حرب جديدة، ذلك أنه يؤءصل لسياسة إسرائيلية تستخدام الموساد كيد طولى فيها، تسعى لإيجاد ذرائع لتعزيز النقسام الرأي العام بين الشرق الأوسط وما وراءه والغرب بهدف تصعيد التوترات وأضفاء طابع الشر على الأعداء الإسلاميين الرافضين لذرائع الهيمنة على الشرق الأوسط ، وقد خدمت رسوم فليمنغ روز الكاريكاتورية الموساد تماما وكان بالإمكان التعريف عن القضية بأنها مسألة حرية تعبير ونزاق حول القيم لا المصالح، وبين الغرب الديمقراطي والإسلاميين "التوتا ليتاريين" الأسوليين كما وصفهم بايبس.روز وهذه جميعها تصب فيخانة وادة تعظم من مخاوف الإسلاموفوبيا وتزيد من رقعة اتساعها في الغرب.
فقد أطهرت استطلاعات الرأي الذي أجرته منذ فترة ليست بعيدة الواشنطن بوست الأمريكية ظهر فيه أن المشاعر المعادية للإسلام تزداد لدي دى الأمريكيين الذين يعتبر نصفهم ان هذه الديا نة تحرض على العنف فقد أضار 46 % منهم إلى أن الإسلام دين سلبي فيما اعتبر 33% منهم أنه يشجع على العنف، كما أشار إلى أن ثلي الأمريكيين في الآونة الأخيرة قد سمعوا تعليقات سلبية حول المسلمين فيما سمع الربع تعليقات مماثلة بحق العرب حموما في ين أقر ربع الأمريكيين بأن لدية أفكارا مسبقة سلبية عن الإسلام.
والنتيجة الأبعد تأثيرا في أزمة إعادة نشر الرسوم أنها تستدرج أو تحاول استدراج العالم العربي والإسلامي ضمن مخطط يهدف تكريس الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين صورة ترسخ فرض غشاوة من الجهل على رؤية الغرب للإسلام وللحضارة الإسلامية، صورة تريح من عناء البث وكلفة ومشقة التث عن القيقة ، وتحفز على المضي إلى الأمام في طريق الصراع والصدام الي تقول بضرورة المهواجهة الإسلامية المرتقبة مع الغرب.