المنتدى المدرسي
أهلا بك زائرنا الكريم يسعدنا أن تكون أحد أعضاء أسرة المنتدى المدرسي لكي تفيد و تستفيد صل على حبيبنا و رسولنا الكريم .. اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

المنتدى المدرسي
أهلا بك زائرنا الكريم يسعدنا أن تكون أحد أعضاء أسرة المنتدى المدرسي لكي تفيد و تستفيد صل على حبيبنا و رسولنا الكريم .. اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

المنتدى المدرسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى المدرسي

المنتدى المدرسي منتدى العلم و المعرفة و المنهاج الفلسطيني للمعلمين و الطلاب
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول</a><hr>

 

 صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة

اذهب الى الأسفل 
+5
عاشقة القسام
الوردة الشامخة
أبوهمام
يوسف غراب
القلب الرحيم
9 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: الكذب آفة تهدم المجتمعات   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty09.02.08 9:51

Sad Sad الكذب آفة تهدم المجتمعات Sad Sad

الكذب خصلة ذميمة وصفة قبيحة وعمل مرذول وظاهرة إجتماعية انتشرت مع الأسف في أوساط الكثيرين، في المنتديات والمجالس والعلاقات والمعاملات وقلَّ أن يسلم منه الصغير والكبير والذكر والأنثى، والناس فيه بين مقل ومستكثر إلا من رحم الله.

حتى كاد الكذب أن يكون بضاعة التجار والأزواج والأولاد والزيجات والكتاب والإعلامين وأهل الفن ويكاد الواحد لايعرف صادق ولو وجده عامله على حذر لكثرة الكذابين، وتعريف الكذب في شرع الله هو كل كلام مخالف للحقيقة سواء كان مزحاً أو جد أو على غضب، والكذاب آثم وعواقب الكذب خطيرة على الفرد والمجتمع والكذب دليل على ضعف النفس وحقارة الشأن وقلة التقوى، والكذاب مهين لنفسه بعيد عن عزتها، فالكذاب يقلب الحقائق، فيقرب البعيد، ويبعد القريب، ويقبح الحسن، ويحسن القبيح، قال صلوات الله وسلامه عليه محذراً من الكذب ومما يؤدي إليه: "وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" وكم من كذبة أوقعت بين الناس عداوة وبغضاً وكم من كذاب فقد الناس الثقة به وعاملوه على خوف وعدم ثقة، والكذب أنواع وأشده الكذب على الله تعالى كالذي يفترى على الله الكذب فيحل ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله قال الله سبحانه وتعالى: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ [النحل:116] وقال الله تعالى: ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب أو كذّب بآياته إنه لا يُفلِح الظالمون [الأنعام:21].

فمن أشد الكذب أن يقول الشخص فتوى أو حكماً ويدعي أن الله قاله أو أحله كالذين ينشوءن كلمات سخيفة ويدعون أنها من كلام الله ولو كان مرادهم الضحك والمزاح فهؤلاء كذبوا على الله قال تعالى: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون [النحل:105] وكالفتاوى الكاذبة التى تحرض على قتل النفس التى حرم الله و ادعاء أن طرق الجنة تمر من هنا وهناك، ونسبة ذلك إلى شرع الله تعالى وكثير ما يفترى البعض أحاديث لاصحة لها وينسبونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أيضاً من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو ادعوا أن فيها تشجيعاً على الخيرات فإن في كلام رسول الله ما يكفي للترغيب في الخيرات وفعل المبرات ولاحاجة للكذب على لسان رسول الله كقول البعض إن الرسول قال من يعمل أو يقل كذا فله كذا من الحسنات فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن كذباً علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار" فليحذر من التكلم على لسان النبي بغير علم ومعرفة وتحقق .

فإما أن يتعلم الإنسان الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي أو أن لايتكلم فيما لاعلم له به، ومن الكذب المحرم الكذب لإضحاك الناس ولو ما زحاً فقد ورد "لايصلح الكذب في جد ولا في هزلٍ" لأن من كذب مازحاً كذب جاداً وربما جر الكذب في المزاح إلى إيذاء أو غيبة أو انتقاص للغير وقد يؤدي إلى إدخال الرعب لقلب المكذوب عليه من القول له أن مصيبة حصلت لأهلك أونحو ذلك فيقع الرعب في نفسه والشرع حذر من إدخال الرعب إلى قلوب المؤمنين وجاء فيه "المرعبون في النار" لأن الذي يرعب إنسان ولو قال له بعد ذلك كنت أمازحك فقد أنزل به الضرر والخوف و هذ ليس من صفات الأبرار ولا من فعل الصادقين ومن أراد المزاح فليمزح بما لاكذب و لا ضر فيه، ومن مظاهر الكذب المتعددة الكذب والتملق لأرباب الثراء وأصحاب المناصب، فمن الناس من يتزلف لهؤلاء ويمدحهم بما ليس فيهم ويخلع عليهم صفات لا يستحقونها، بل وينشئون فيهم الأشعار والقصائد مع علمه بأنهم أقل من ذلك وأنهم لا يستحقون ما أضفي عليهم.

ومن مظاهر الكذب البشعة الكذب على الأولاد، فكثيراً ما يكذب الوالدان على أولادهما الصغار رغبة في التخلص منهم أو تخويفاً لهم كي يكفوا عن العبث واللعب أو غير ذلك وكثيراً ما يطلقون كلمات خبيثة في الكذب كقولهم إن فعلت كذا الله يخنقك أو يعذبك وهو تكذيب للشريعة أيضا إذ أن المقرر عند المسلمين أن الولد الذي دون البلوغ غير مكلف ولاعذاب عليه فيما يعمله قبل البلوغ، ولا شك أن هذه صورة سيئة وقدوة أسوأ وإهمال في التربية والتوجيه، فينشأ الولد على ذلك وقد تلقن الكذب من أمه وأبيه ثم يطالب أن يكون صادقاً!! زد على ذلك ما اشتهر من الكذب في البيوع والعقود وما يتعلق بالأموال، وليحذر من ما أشتهر بكذبة أول نيسان وما فيها من تشجيع على الكذب، وأبشع من قول الكذب إستحلاله والظن أنه يسامح فيه في الهزل أو في أول شهر نيسان لأن من يدعي حل الكذب على الإطلاق أو في يوم معين كأول نيسان فقد أحل أمراً حرمه الله ومعلومُ حرمته بين الناس فمستحل الحرام كمحرم الحلال و نص الفقهاء أن من أحل حراماً معلوماً من الدين بالضرورة أي لايخفي علمه على عامة الناس وعلمائهم فقد كذب الشرع ومن كذب الشرع فقد كفر فليحذر من هذه العادة القبيحة التى انتشرت بين الناس، وليعلم أن الكذب في مثل ما ذكرنا كله قبيح وليس هناك كذب أبيض أو أسود كما يهون ويلون البعض الكذب بأن هناك كذبة بيضاء ومتى كان الكذب أبيض وهو الذي يتبرء منه ويتهرب منه من هو فيه لو قلت للكذاب أنت كذاب لقال لا!! يكفي خزي في الكذب أن يتهرب من كان فيه وأن لايوسم بالكذب إلا الأراذل من الناس ولذلك نزه الله تعالى وعصم أنبيائه الكرام عن الكذب ليكونوا أسوة لغيرهم صلوات الله عليهم أجمعين .

ومما يؤسف له ذهاب الصدق في هذه الأزمنة وكثرة الكذب في الأعم والأغلب، فما أقل من يصدق في حديثه، وما أقل من يصدق في علاقاته ومعاملاته ووعوده وما أحوجنا أن نصدق ونتحرى الصدق {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} {33} الصدق نور ونجاة وثقة، والكذب شيمة أهل النفاق وطريق قصيرة يفضح الكذاب ويمقت ولوتستر بالكذب جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّث كَذَب، وإذا وعَد أخلف، وإذا أؤتُمن خان" فالكذب من صفات النفاق كما الصدق من أمارات الفلاح للمؤمن في الدنيا والأخرة قال عليه الصلاة والسلام : "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتبَ عند الله صديقاً" فلنتحرى الصدق في القول والفعل لنفلح في الدنيا والأخرة.


عدل سابقا من قبل في 18.02.08 13:05 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف غراب
مشرف منتدى الصف السابع
مشرف منتدى الصف السابع
يوسف غراب


عدد الرسائل : 21
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty09.02.08 10:15

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



طبعاً وكما يقال الكذب حباله قصيرة

بارك الله فيكي

على هذه المعلومات التي لم نكن نعلمها

ملاحظة :هناك مواطن يجوز الكذب فيها

أرجو أن تذكريها ليكتمل الموضوع



لا اله الا الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty09.02.08 10:34

حالات يجوز فيها الكذب
===============



* الأصل في الكذب عدم الجواز ، ولكن توجد حالات يجوز فيها الكذب تحقيقاً لمصلحة هي أعظم مما في الكذب من مضرة أو دفعاً لضرر هو أشد مما في الكذب من ضرر.



- روى الترمذي عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار ، الكذب كله على ابن آدم حرام إلا في ثلاث خصال : رجل كذب على امرأته ليرضيها ، ورجل كذب في الحرب فإن الحرب خدعة ، ورجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما ".



* فمن الحالات التي يجوز فيها الكذب :

- الكذب على العدو في حالة حربه للمسلمين لتضليله ولإيقاعه في فخ من فخاخ الخداع الحربي ، ولكن لا يدخل في هذا جواز الكذب عليه بتأمينه أو معاهدته ثم الغدر به فهذا غير جائز قطعاً.



- وأما الحالة الثانية التي يجوز فيها الكذب أن يتوسط إنسان للإصلاح بين فريقين متخاصمين ثم لا يجد وسيلة للإصلاح بينهما أنجع من أن يركب مركب الكذب على مقدار الضرورة ، أما إذا تسنى له أن يوري بأقواله دون أن يكذب فهو خير له وهو الأمر الذي يحبه الله ورسوله.

روى البخاري ومسلم عن أم كلثوم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً ".



- وأما الحالة الثالثة التي يجوز الكذب فيها حديث الرجل لامرأته وحديث المرأة لزوجها في الأمور التي تشد أواصر الوفاق والمودة بينهما فهذه حالة يتسامح فيها بشيء من الكذب لتوثيق روابط الأسرة.



وقانا الله تعالى واياكم آفة الكذب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty09.02.08 11:18

الكذب
[/size]وهو: مخالفة القول للواقع. وهو من أبشع العيوب والجرائم، ومصدر الآثام والشرور، وداعية الفضيحة والسقوط. لذلك حرمته الشريعة الإسلامية، ونعت على المتصفين به، وتوعّدتهم في الكتاب والسنة
قال تعالى: «إنّ اللّه لايهدي من هو مسرف كذّاب»
(غافر: 28)
وقال تعالى: «ويل لكل أفاك أثيم»
(الجاثية: 7)
وقال تعالى: «إنما يفتري الكَذِبَ الذين لا يؤمنون بآيات اللّه، وأولئك هم الكاذبون»)
(النحل:105)
وقال الباقر عليه السلام: «إنَّ اللّه جعل للشر أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرّ من الشراب» (1).
وقال عليه السلام: «كان علي بن الحسين يقول لولده: إتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كل جدّ وهرل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير، إجترأ على الكبير، أما علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه اللّه صديّقاً، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللّه كذّاباً»(2)
وقال الباقر عليه السلام: «إنّ الكذب هو خراب الايمان»(1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إعتياد الكذب يورث الفقر»(2).
وقال عيسى بن مريم عليه السلام: «من كثر كذبه ذهب بهاؤه»(3).

وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في حجة الوداع: «قد كثرت عليَّ الكذّابة وستكثر، فمن كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب اللّه وسنتي، فما وافق كتاب اللّه فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به»(4).مساوئ الكذب:
وإنما حرمت الشريعة الاسلامية (الكذب) وأنذرت عليه بالهوان والعقاب، لما ينطوي عليه من أضرار خطيرة، ومساوئ جمّة، فهو:
(1) - باعث على سوء السمعة، وسقوط الكرامة، وانعدام الوثاقة، فلا يُصدق الكذاب وإن نطق بالصدق، ولا تقبل شهادته، ولا يوثق بمواعيده وعهوده.
ومن خصائصه أنّه ينسى أكاذيبه ويختلق ما يخالفها، وربماأ لف
الأكاذيب العديدة المتناقضة، دعماً لكذبة افتراها، فتغدو أحاديثه هذراً مقيتاً، ولغواً فاضحاً.
(2) - إنه يضعف ثقة الناس بعضهم ببعض، ويشيع فيهم أحاسيس التوجس والتناكر.
(3) - إنه باعث على تضييع الوقت والجهد الثمينين، لتمييز الواقع من المزيف، والصدق من الكذب.

(4) - وله فوق ذلك آثار روحية سيئة، ومغبة خطيرة، نوهت عنها النصوص السالفة.دواعي الكذب:
الكذب انحراف خلقي له أسبابه ودواعيه، أهمها:
(1) - العادة: فقد يعتاد المرء على ممارسة الكذب بدافع الجهل، أو التأثر بالمحيط المتخلف، أو لضعف الوازع الديني، فيشبّ على هذه العادة السيئة، وتمتد جذورها في نفسه، لذلك قال بعض الحكماء: «من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه».
(2) - الطمع: وهو من أقوى الدوافع على الكذب والتزوير، تحقيقاً لأطماع الكذّاب، وإشباعاً لنهمه.
(3) - العداء والحسد: فطالما سوّلا لأربابهما تلفيق التهم، وتزويق الافتراءات والأكاذيب، على من يعادونه أو يحسدونه. وقد عانى الصلحاء
والنبلاء الذين يترفعون عن الخوض في الباطل، ومقابلة الاساءة بمثلها - كثيراً من مآسي التهم والافتراءات والأراجيف.انواع الكذب:
للكذب صور شوهاء، تتفاوت بشاعتها باختلاف أضرارها وآثارها السيئة، وهي:
(الاولى - اليمين الكاذبة)
وهي من أبشع صور الكذب، وأشدّها خطراً وإثماً، فإنّها جناية مزدوجة: جرأة صارخة على المولى عز وجل بالحلف به كذباً وبهتاناً، وجريمة نكراء تمحق الحقوق وتهدر الكرامات.
من أجل ذلك جاءت النصوص في ذمها والتحذير منها:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «إيّاكم واليمين الفاجرة، فإنها تدع الديار من أهلها بلاقع»(1).
وقال الصادق عليه السلام: «اليمين الصُّبْر الكاذبة، تورث العقب الفقر»(2).
(الثانية - شهادة الزور)
وهي كسابقتها جريمة خطيرة ، وظلم سافر هدّام، تبعث على غمط الحقوق، واستلاب الأموال، وإشاعة الفوضى في المجتمع،00 بمساندة
المجرمين على جرائم التدليس والابتزاز
أنظر كيف تنذر النصوص شهود الزور بالعقاب الأليم:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «لا ينقضي كلام شاهد الزور من بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده من الناس، وكذلك من كتم الشهادة»(1).
ونهى القرآن الكريم عنها فقال تعالى: «واجتنبوا قول الزور»

(الحج: 30 )اضرار اليمين الكاذبة وشهادة الزور:
وإنما حرمت الشريعة الاسلامية اليمين الكاذبة، وشهادة الزور، وتوعدت عليهما بصنوف الوعيد والارهاب، لآثارهما السيئة، وأضرارهما الماحقة، في دين الانسان ودنياه، من ذلك:
(1) - أن مقترف اليمين الكاذبة، وشهادة الزور، يسيء الى نفسه إساءة كبرى بتعريضها الى سخط اللّه تعالى، وعقوباته التي صورتها النصوص السالفة.
(2) - ويسيء كذلك الى من سانده ومالأه، بالحلف كذباً، والشهادة زوراً ، حيث شجّعه على بخس حقوق الناس، وابتزاز أموالهم، وهدر كراماتهم.
(3) - و يسيء كذلك الى من اختلق عليه اليمين والشهادة المزورتين، بخذلانه وإضاعة حقوقه، وإسقاط معنوياته.
(4) - ويسيء الى المجتمع عامة بإشاعة الفوضى والفساد فيه، وتحطيم قيمه الدينية والأخلاقية.
(5) - ويسيء الى الشريعة الاسلامية بتحدّيها، ومخالفة دستورها المقدس، الذي يجب اتباعه وتطبيقه على كل مسلم.
(الثالثة - خلف الوعد)
الوفاء بالوعد من الخلال الكريمة التي يزدان بها العقلاء، ويتحلى بها النبلاء، وقد نوّه اللّه عنها في كتابه الكريم فقال: «واذكر في الكتاب اسماعل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً» (مريم: 54)
ذلك أنّ إسماعيل عليه السلام وعد رجلاً، فمكث في انتظاره سنة كاملة، في مكان لا يبارحه، وفاءاً بوعده.
وإنه لمن المؤسف أن يشيع خلف الوعد بين المسلمين اليوم، متجاهلين نتائجه السيئة في إضعاف الثقة المتبادلة بينهم، وإفساد العلاقات الاجتماعية، والاضرار بالمصالح العامة.
قال الصادق عليه السلام: «عِدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخلف اللّه تعالى بدأ، ولمقته تعرض، وذلك قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون«(1).

وقال عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وعد رجلاً الى صخرة فقال: أنا لك هاهنا حتى تأتي. قال: فاشتدت الشمس عليه، فقال أصحابه: يا رسول اللّه لو أنّك تحولت الى الظل. فقال: قد وعدته الى هاهنا، وإن لم يجئ كان منه الى المحشر»(1).
(الرابعة - الكذب الساخر)
فقد يستحلي البعض تلفيق الأكاذيب الساخرة، للتندّر على الناس، والسخرية بهم، وهو لهو عابث خطير، ينتج الأحقاد والآثام.

قال الصادق عليه السلام، «من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه، وهدم مروتّه ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللّه تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان»(2).علاج الكذب:
فجدير بالعاقل أن يعالج نفسه من هذا المرض الأخلاقي الخطير، والخُلُق الذميم، مستهدياً بالنصائح التالية:
(1) - أن يتدبر ما أسلفناه من مساوئ الكذب، وسوء آثاره المادية والأدبية على الانسان.
(2) - أن يستعرض فضائل الصدق ومآثره الجليلة
مشكورة على المواضيع القيمة و لك تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
الوردة الشامخة
عضو فعال
عضو فعال
الوردة الشامخة


انثى عدد الرسائل : 105
العمر : 32
الموقع : خانيـــــ الصمود ــــــــونس
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : تمام والحمد لله
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty10.02.08 4:18

بارك الله فيك
ربي احفظنا من كل سوء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة القسام
مشرفة
مشرفة
عاشقة القسام


انثى عدد الرسائل : 69
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 27/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: أضرار الكذب   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty17.02.08 20:49

ومن الأضرار المترتبة على الكذب: انتهاك أعراض الناس والولوغ فيها، ونشر الفاحشة بين المؤمنين، بقذف المحصنات المؤمنات الغافلات - والمحصنين كذلك -..

وذلك مما يفقد الثقة بين الأسر والمجتمعات ويفككها.. ويؤذي شرفاءها ويجرئ فساقها على ارتكاب الرذائل، والطمع في نيل المعصية والإثم من أهل الطاعة والزلفى عند الله تعالى.

وهذا الاعتداء الآثم على أعراض الشرفاء لا يقدم عليه إلا من أصبحت الرذيلة صفة معتادة لهم، والكذب والافتراء ديدنهم، وحب انتشار الفاحشة متأصلاً في نفوسهم..

يؤذيهم وجود الطهر والطاهرين، ويرضيهم وجود القذر والقذرين، فلا يهدأ لهم بال حتى يلطخوا سمعة الأطهار، وذلك دأب المنافقين الذين تلازمهم الأخلاق السيئة وبخاصة الكذب..

ولقد نال أذاهم أطهر من وجد على الأرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، في زوجه أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما..

وكان الذي تولى كبر الإفك العظيم رئيس المنافقين آنذاك: عبد الله بن أبي بن سلول، وجر معه بعض المسلمين الذين لم يحسنوا الظن ببيت النبوة والرسالة..

فأنزلوا بذلك من الأذى والفتنة والغم، ما يعجز عنه الوصف إلا أن يكون وصف المؤمنة المحصنة الغافلة المظلومة، عائشة رضي الله عنها - كما روى القصة بطولها مسلم عنها.. [رقم الحديث: رقم:4974].

وفي ذلك أنزل الله تعالى آيات محكمة توبخ من وقعوا في هذا البهتان العظيم الذي رميت به السيدة الطاهرة - التي يعد من اتهمها بعد نزول هذه الآيات المبرئة لها مكذباً للقرآن، ومن كذب بالقرآن -كغلاة الرافضة - فقد كفر..

قال تعالى : ((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ... )). [النور: 4].

ثم قال تعالى بعد ذلك : ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ))..

إلى قوله تعالى: (( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )).[النور: 14-19]

فأهل الحق الصادقون لا يفترون ما يخدش الأعراض، بل لو عملوا منكراً ارتكبه مؤمن فالستر عندهم عليه أولى، إلا إذا جاهر صاحبه وعاند، وأهل الباطل الكاذبون يطلقون ألسنتهم في أعراض الناس افتراءً بدون علم..

الضرر الخامس: إهدار الحقوق بشهادة الزور..

ومن الآثار المترتبة على الكذب شهادة الزور، وشهادة الزور تزهق بها الأرواح، وتنتهك بها الأعراض، وتغتصب بها الأموال، وتستحل بها الفروج، ويزكى بها الفساق، ويفسق بها العدول، ويفقد بها الكفء مكانه الذي يستحقه لتنتفع به فيه الأمة، ويوضع الخائن بها في مكان تقتضي الضرورة أن يكون فيه الأمين..!!!

وقد شرع الله سبحانه وتعالى الشهادة من أجل توثيق الحق، والذي يوثق الحق بشهادته هو العدل، أما شاهد الزور فإنه يضيع الحق بدلاً من حفظه..

قال تعالى: (( وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ )).[الطلاق: 2]

ونفى عن أهل الحق - وهم المؤمنون به - صفة شهادة الزور، فقال تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ )). [الفرقان: 72]

وأمرهم - أي أهل الحق - أن يشهدوا بالحق في كل حال، ولو كانت الشهادة تؤدي إلى أخذ صاحب الحق حقه منهم..

كما قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ )). [النساء: 35].

الضرر السادس: اتهام الكاذب بعيوبه مَن هم منها براء..

كما قال تعالى في مثل هذا : (( وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً )). [النساء: 112].

وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في طعمة بن أبيرق الذي سرق سلاحاً، فشكاه صاحب السلاح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى السارق السلاح المسروق في بيت رجل برئ، ليبرئ نفسه ويحمل البريء إثمه..

وعندما وجد السلاح في بيت الرجل البريء ثبتت - في الظاهر - براءة السارق، فأنزل الله هذه الآية وآيات قبلها منها قوله تعالى: (( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً )).[ النساء: 105، وراجع تفسير هذه الآيات في كتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير].

وما أكثر ما يرتكب الناس مثل هذه الخطيئة! ويبرؤن أنفسهم مما ارتكبوه ويلطخون به البريئين..

وبنظرة في وسائل الإعلام في هذا العصر، يرى المرء العجب العجاب من الاتهامات الكاذبة من فرد لآخر، ومن جماعة أو حزب لجماعة أو حزب آخر، ومن دولة لدولة أخرى، وكثيراً ما يكون المتَّهِم غارقاً في العيوب والنقائص التي اتهم بها غيره..

والسبب في ذلك هو الاتصاف بصفة الكذب التي تلازم أهل الباطل غالباً..
وفقد صفة الصدق التي تلازم أهل الحق..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty18.02.08 12:38

مشكوره عاشقه القسام

الموضوع راائع

أنا قمت بدمج الموضوع لتزداد الفائده


جزاكى الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجارح
عضو ذهبي
عضو ذهبي
الجارح


ذكر عدد الرسائل : 282
العمر : 30
الموقع : دير البلح الصمود
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : فايق ورايق
تاريخ التسجيل : 11/02/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty18.02.08 18:18

باااارك الله فيكم ..

وربي يجزاكم الخير ..

وان شاء الله ما يضل في كذب


بس لازم شوية كذب تكون في الحياة د8 ههههه

(لعن الله المازح ولو كان كاذبا)

اممم معظم مزحي كذب ابو بدخل شي ما صار عالاشي الي بحكيه

لتصير القصة احسن ..

يلا ان شاء الله ما نكذب بالمرة

تحياتي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.n3k3.com/vb
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 9:15

بسم الله الرحمن الرحيم

العجب : أسبابه - مظاهره - علاجه

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد ..

فإن العُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم .

حدُّ العُجب

والعجب هو الزهو بالنفس ، واستعظام الأعمال والركون إليها ، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى .

مساوئ العُجب
من مساوئ العجب أنه يحبط الأعمال الصالحة ، ويخفي المحاسن ، ويكسب المذام .
قال الماوردي : (( وأما الإعجاب فيخفي المحاسن ، ويظهر المساوئ ، ويكسب المذام ، ويصد عن الفضائل .. وليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حد ، ولا إلى ما ينتهي إليه العجب من الجهل غاية ، حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر ، ويسلب من الفضائل ما اشتهر ، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة ، وبمذمة تهدم كل فضيلة ، مع ما يثيره من حنق ، ويكسبه من حقد )) .

حكم العُجب

العجب محرم ؛ لأنه نوع من الشرك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب ، فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، العجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } والمعجب لا يحقق قوله :{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب )).
وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله : (( اعلم أ، العجب مذموم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : { كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا }[ 25: سورة التوبة] . ذكر ذلك في معرض الإنكار . وقال عز وجل { وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا }[2 : سورة الحشر ] فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم وشوكتهم . وقال تعالى { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[ 104: سورة الكهف] وهذا أيضاً يرجع إلى العجب بالعمل ، وقد يعجب الإنسان بالعمل وهو مخطئ فيه ، كما يعجب بعمل هو مصيب فيه .
وقال صلى الله عليه وسلم (( ثلاث مهلكات : شحُّ مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه )). [ أخرجه البيهقي وحسنه الألباني ] .
ومن السنة النبوية كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( بينما رجل يمشي في حلةٍ تعجب نفسه ، مرجل جمته ، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) [ متفق عليه ] .
جاء في الفتح لابن حجر : قال القرطبي : [ إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم .
وقوله : (( إذ خسف الله به )) يدل على سرعة وقوع ذلك به . وقوله : (( فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) وفي رواية الربيع عند مسلم : (( فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة )) .
قال ابن فارس : التجلجل : أي يسوخ في الأرض مع اضطراب شديد ، ويندفع من شق إلى شق ، فالمعنى يتجلجل في الأرض أي ينزل فيها مضطرباً متدافعاً )) .
ومن الأدلة كذلك على ذم العجب حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، فعن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له : كيف تصنع بهذه الآية ؟ قال : أيّةُ آية؟ قال : قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } [105: سورة المائدة].
قال أبو ثعلبة : أما والله لقد سألت عنها خبيراً ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( بل ائتمروا بينكم بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شَّحاً مطاعاً ، وهوىً متبعاً ، ودنيا مؤثَرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع العوامَّ ، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم )) [ رواه الترمذي وقال : حسن غريب وضعفه الألباني ] .


من أقوال السلف في ذم العجب

1- قال ابن مسعود رضي الله عنه : الهلاك في اثنين : القنوط والعجب .
قال أبو حامد : وإنما جمع بينهما ؛ لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والتشمير ، والقانط لا يسعى ولا يطلب ، والمعجب يعتقد أنه قد سعد وقد ظفر بمراده فلا يسعى .
2- وقال مطرف : لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً .
3- وكان بشر بن منصور من الذين إذا رءُوا ذُكِرَ الله تعالى والدار الآخرة ، لمواظبته على العبادة ، فأطال الصلاة يوماً ، ورجل خلفه ينتظر ، ففطن له بشر ، فلما انصرف عن الصلاة قال له : لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإن إبليس لعنه الله قد عبد الله مع الملائكة مدة طويلة ، ثم صار إلى ما صار إليه .
4- وقيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئاً ؟ قالت : إذا ظن أنه محسن .
5- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الإعجاب ضدّ الصواب ، وآفة الألباب .
6- وقال بزدجمهر : النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع ، والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه : العجب .


بين العُجب والكفر

وربما طغت آفة العجب على المرء حتى وصل به الحدّ إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام ، كما هو الحال مع إبليس اللعين ، حيث أعجب بأصله وعبادته ، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام .
وحكى عمر بن حفص قال : قيل للحجاج : كيف وجدت منزلك بالعراق ؟ قال : خير منزل ، لو كان الله بلغني قتل أربعة ، فتقربت إليه بدمائهم . قيل : ومن هم ؟ قال : مقاتل بن مسمع وليّ سجستان ، فأتاه الناس فأعطاهم الأموال ، فما عُزل دخل مسجد البصرة ، فبسط له الناس أرديتهم ، فمشى عليها ، وقال لرجل يماشيه {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [61: سورة الصافات] .
وعبد الله بن زياد بن ظبيان التميمي ، خوّف أهل البصرة أمراً فخطب خطبة أوجز فيها ، فنادى الناس من المسجد : أكثر الله فينا مثلك . فقال : لقد كلفتم الله شططاً !!
ومعبد بن زرارة ؛ كان ذات يوم جالساً في الطريق ، فمرت به امرأة فقالت له : يا عبد الله ! كيف الطريق إلى موضع كذا ؟ فقال : ياهناه ! مثلي يكون من عبيد الله ؟!!
وأبو سمّال الأسدي أضل الله راحلته فالتمسها الناس فلم يجدوها فقال : والله إن لم يَرُد إليًّ راحلتي لا صليت له صلاة أبداً ، فالتمسها الناس فوجدوها ، فقالوا له : قد ردًّ الله عليك راحلتك فصلِّ ، فقال : إن يميني يمين مُصِرِّ !!
قال الماوردي : فانظر إلى هؤلاء كيف أفضى بهم العجب إلى حمق صاروا به نكالاً في الأولين ، ومثلاً في الآخرين ، ولو تصور المعجب والمتكبر ما فطر عليه من جِبِلّة ، وبُلي به من مهنة لخفض جناحه لنفسه ، واستبدل ليناً من عُتوه ، وسكوناً من نفوره ، وقال الأحنف بن قيس : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟!
يا مظهرَ الكبر عجاباً بصورته *** انظر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم *** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأٍس مكرُمةً *** وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك *** والعين مرفضة الثغر ملعوب
يابن التراب ومأكول التراب غداً *** أقصر فإنك مأكول ومشروب


علاقة العجب بالكبر والإدلال

قال ابن قدامة : اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر ، لأنه أحد أسبابه ، فيتولد من العجب الكبر ، ومن الكبر الآفات الكثيرة وهذا مع الخلق .
فأما مع الخالق فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها فكأنه يمنّ على الله تعالى بفعلها ، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها ، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها ، وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها ، دون من رضيها وأعجب بها .
وقال أبو حامد : والإدلال وراء العجب ، فلا مدلّ إلا وهو معجب ، وربّ معجب لا يدلّ ، إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة ، دون توقع جزاء عليه ، والإدلال لا يتم إلا مع توقع الجزاء ، فإذا توقع إجابة دعوته ، واستنكر ردها بباطنه ، وتعجب منه كان مدلاًّ بعلمه ، لأنه لا يتعجب من رد دعاء الفاسق ، ويتعجب من ردّ دعاء نفسه لذلك ، فهذا هو العجب والإدلال وهو من مقدمات الكبر وأسبابه .

أسباب العجب

1- الجهل ، والغريب أن بعض الناس يعجب بعمله ومعرفته لمسائل الخلاف وأقوال العلماء ، ولو علم أن إعجابه بعلمه يدل على جهله لما كان من المعجبين بأنفسهم ، قال أبو حامد : وعلّة العجب : الجهل المحض ، فعلاجه المعرفة المضادة لذلك الجهل فقط .
2- قلة الورع والتقوى .
3- ضعف المراقبة لله عز وجل .
4- قلّة الناصح .
5- سوء النية وخبث المطية .
6- إطراء الناس للشخص وكثرة ثنائهم عليه مما يعين عليه الشيطان .
7- الافتتان بالدنيا وتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء .
8- قلة الفكر ؛ لأنه لو تفكر لعلم أن كل نعمة عنده هي من الله .
9- قلة الشكر لله عز وجل .
10- كثرة الذكر لله عز وجل .
11- عدم تدبر القرآن والسنة النبوية .
12- الأمن من مكر الله عز وجل والركون إلى عفوه ومغفرته .

مظاهر العجب

مظاهر العجب كثيرة منها :

1- رد الحق واحتقار الناس .
2- تصعير الخد .
3- عدم استشارة العقلاء والفضلاء .
4- الاختيال في المشي .
5- استعظام الطاعة واستكثارها .
6- التفاخر بالعلم والمباهاة به .
7- الغمز واللمز .
8- التفاخر بالحسب والنسب وجمال الخِلقة .
9- تعمد مخالفة الناس ترفعاً .
10- التقليل من شأن العلماء الأتقياء .
11- مدح النفس .
12- نسيان الذنوب واستقلالها .
13- توقع الجزاء الحسن والمغفرة وإجابة الدعاء دائماً .
14- الإصرار على الخطأ .
15- الفتور عن الطاعة لظنه أنه قد وصل إلى حد الكمال .
16- احتقار العصاة والفساق .
17- التصدر قبل التأهل .
18- قلة الإصغاء إلى أهل العلم .

مجالات العجب وعلاجه

ذكر أبو حامد أن العجب يكون بثمانية أمور وذكر علاج كل واحد منها :

الأول : أن يعجب ببدنه :

في جماله وهيئته وصحته وقوته ، وتناسب أشكاله وحسن حورته وحسن صوته ، فيلتفت إلى جمال نفسه ، وينسى أنه نعمة من الله تعالى ، وهو معرض للزوال في كل حال . .
وعلاجه : هو التفكر في أقذار بطنه في أول أمره ، وفي آخره ، وفي الوجوه الجميلة والأجسام الناعمة كيف أنها تمزقت في التراب وأنتنت القبور ، حتى استقذرها الطباع .


الثاني : العجب بالبطش والقوة :
كما حكي عن قوم عادٍ أنهم قالوا { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } [15: سورة فصلت].
وعلاجه : أن يشكر الله تعالى على ما رزق من العقل ، ويتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه يوسوس ويجن بحيث يُضحك منه ، فلا يأمن أن يسلب عقله إن أعجب به ، ولم يقم بشكره ، وليعلم أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا ، وأن ما جهله أكثر مما عرفه .

الرابع : العجب بالنسب الشريف :

حتى يظن بعضهم أنه ينجو بشرف نسبه ونجاة آبائه وأنه مغفور له ، ويتخيل بعضهم أن جميع الخلق له موالٍ وعبيد !
وعلاجه : أن يعلم أنه مهما خالف آباءه في أفعالهم وأخلاقهم وظنّ أنه ملحق بهم فقد جهل ، وإن اقتدى بآبائه فما كان من أخلاقهم العجب ، بل الخوف والازدراء على النفس ومذمتها ، ولقد شرفوا بالطاعة العلم والخصال الحميدة لا بالنسب ، فليتشرف بما شرفوا به .
ولقد ساواهم في النسب وشاركهم في القبائل من لم يؤمن بالله واليوم الآخر ، وكانوا عند الله شرًّا من الكلاب وأخسَّ من الخنازير ، ولذلك يبين الله تعالى أن الشرف بالتقوى لا بالنسب ، فقال{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [13: سورة الحجرات] .


الخامس : العجب بنسب السلاطين الظلمة وأعوانهم دون نسب الدين والعلم ، وهذا غاية الجهل .
وعلاجه : أن يتفكر في مخازيهم وما جرى لهم من الظلم على عباد الله والفساد في دين الله ، وأنهم الممقوتون عند الله تعالى، ولو نظر إلى صورهم في النار وأنتانهم وأقذارهم لاستنكف منهم ، ولتبرأ من الانتساب إليهم ..
السادس : العجب بكثرة العدد :

من الأولاد والخدم والعشيرة والأقارب والأنصار والأتباع ، كما قال الكفار : {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا } [35: سورة سبأ] .
وعلاجه : أن يتفكر في ضعفه وضعفهم ، وأن كلهم عبيد عجزة ، لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعا ، ثم كيف يعجب بهم وأنهم سيتفرقون عنه إذا مات ، فيدفن في قبره ذليلاً مهيناً وحده لا يرافقه أهلٌ ولا ولد ولا قريبٌ ولا حميمٌ ولا عشير ٌ .

السابع : العجب المال :
كما قال تعالى إخباراً عن صاحب الجنتين { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [34: سورة الكهف] .
وعلاجه : أن يتفكر في آفات المال وكثرة حقوقه وعظيم غوائله ، وينظر إلى فضيلة الفقراء وسبقهم إلى الجنة يوم القيامة ، وإلى أن المال غادٍ ورائح ولا أصل له ، وإلى أن في اليهود من يزيد عليه في المال ، وإلى قوله صلى الله عليه وسلم (( بينما رجل يتبختر في حلةٍ له ، قد أعجبته نفسه إذا خسف الله به ، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) [متفق عليه] . وأشار به إلى عقوبة إعجابه بماله ونفسه .

الثامن : العجب بالرأي الخطأ :
قال تعالى {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } [8: سورة فاطر] . وقال تعالى : { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [104: سورة الكهف] . وجميع أهل البدع والضلال إنما أصروا عليها لعجبهم بآرائهم .
وعلاجه : أن يكون متَّهماً لرأيه أبداً لا يغترُّ به إلا أن يشهد له قاطع من كتاب أو سنة أو دليل عقلي صحيح جامع لشروط الأدلة ، فإن خاض في الأهواء والبدع والتعصب في العقائد هلك من حيث لا يشعر .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


العجب
http://media.islamway.com/lessons/oyyed//14_el3ojb.rm

صفة النزول وصفة العجب لله عزوجل
http://media.islamway.com/lessons/MohamadHasan/240-ketablom3tale3tekd/06.rm

الغرور


عدل سابقا من قبل Admin في 19.02.08 9:32 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 9:23

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
الرياء
1 ـ الرياء وحدُّه:
الرياء مأخوذ من الرؤية والسمعة من السماع . وحدُّ الرِّياء المذمومِ إرادةُ الْعاملِ بِعِبادتهِ غيرَ وَجهِ اللَّهِ تَعالَى كأن يَقصِدَ اطلاعَ النَّاسِ على عبادته وكماله حتى يحصل له منهم نحو مال أو جاه أو ثناء .
إمَّا بِإظهار نحول وصفرة ، ونحو تشعث شعر ، وبذاذة هيئة ، وخفض صوت ، وغمض جفن إيهَامًا لشدَّة اجتهاده في الْعبادة وَحُزْنِهِ وَقِلَّةِ أَكله وعدم مبالاته بِأمر نفسه لاشتغاله عنها بِالأهمِّ ، وتوالي صومه وسهره ، وإعراضه عن الدُّنيا وأهلها ، وما درى الْمخذول أنه حينئذ أقبحُ من أَرَاذِلِهِمْ كَالْمَكَّاسِينَ وَقُطَّاعِ السَّبِيلِ . وَأَمْثَالِهِمْ ، لأنهم معترفون بِذنوبِهم لا غُرُورَ لهم في الدِّينِ بِخلاف ذلك المخذول الممقوت .
وإمَّا بِإِظهَار زيِّ الصَّالحين كإطراق الرَّأس في المشي والهدوءِ في الحركة ، وإِبقَاءِ أَثَرِ السُّجُودِ عَلَى الوَجهِ ولبس الصوف وخشن الثياب وتقصيرها وغير ذلك إيهامًا أنَّه من العلماء والزهاد .
2ـ تحريم الرياء وأنه من الكبائر :
اعلم أن الرياء هو الشرك الأصغر وهو من الكبائر المحبطة للعمل ، وقد شهد بتحريمه الكتاب والسنة ، وانعقد عليه إجماع الأمة :
أ ـ الكتاب :
قال تعالى : ((
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ )) وَ قال تعالى: (( وَاَلَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَاب شَدِيدٌ )) قَالَ مُجَاهِدٌ : هُمْ أَهْلُ الرِّيَاءِ ، وَ قال تعالى: (( وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
))
ب ـ السنة :
فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ : ((
إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذَا جَزَى النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ : اذْهَبُوا إلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا اُنْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً )) . وَالطَّبَرَانِيُّ : (( إنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ وَأَحَبَّ الْعَبِيدِ إلَى اللَّهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَسْخِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ )) أَيْ الْمُبَالِغُونَ فِي سَتْرِ عِبَادَاتِهِمْ وَتَنْزِيهِهَا عَنْ شَوَائِبِ الْأَغْرَاضِ الْفَانِيَةِ وَالْأَخْلَاقِ الدَّنِيئَةِ (( الَّذِينَ إذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِذَا شَهِدُوا - أَيْ حَضَرُوا - لَمْ يُعْرَفُوا أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الدُّجَى )) . وَالْحَاكِمُ : (( أَوَّلُ النَّاسِ يَدْخُلُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : رَبِّ عَلَّمْتَنِي الْكِتَابَ فَقَرَأْتُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ سَاعَاتِهِمَا رَجَاءَ ثَوَابِك ، فَيَقُولُ : كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تُصَلِّي لِيُقَالَ : إنَّك قَارِئٌ مُصَلٍّ وَقَدْ قِيلَ ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ ؛ ثُمَّ يُؤْتَى بِآخَرَ ، فَيَقُولُ : رَبِّ رَزَقْتَنِي مَالًا فَوَصَلْتُ بِهِ الرَّحِمَ وَتَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَحَمَّلْتُ بِهِ ابْنَ السَّبِيلِ رَجَاءَ ثَوَابِك وَجَنَّتِك ، فَيُقَالُ : كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تَتَصَدَّقُ وَتَصِلُ لِيُقَالَ : إنَّهُ سَمْحٌ جَوَّادٌ فَقَدْ قِيلَ ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ ، ثُمَّ يُجَاءُ بِالثَّالِثِ فَيَقُولُ : رَبِّ خَرَجْتُ فِي سَبِيلِك فَقَاتَلْتُ فِيك غَيْرَ مُدْبِرٍ رَجَاءَ ثَوَابِك وَجَنَّتِك فَيُقَالُ : كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تُقَاتِلُ لِيُقَالَ : إنَّك جَرِيءٌ وَشُجَاعٌ فَقَدْ قِيلَ ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ )) . وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ : (( مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ يُرَاءِ يُرَاءِ اللَّهُ بِهِ : وَمَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
)) .
ج ـ الإجماع :
انعقد إجماع الأمة على تحريم الرياء .
3 ـ أقسام الرياء من حيث القبح :
أ ـ َأَقْبَحُهَا الرِّيَاءُ فِي الْإِيمَانِ :
وهو شأن المنافقين الذين أكثر الله من ذمهم في كتابه العزيز : ((
إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ
))
ب ـ وَيَلِيهِمْ الْمُرَاءُونَ بِأُصُولِ الْعِبَادَاتِ الْوَاجِبَةِ :
كأن يعتاد تركها في الخلوة ويفعلها في الملأ خوف المذمَّة ، وهذا أيضًا عظيم عند اللَّهِ تعالى لإنبائه على غاية الجهل وأدائه إلى أعلى أنواع المقتِ .
ج ـ وَيَلِيهِمْ الْمُرَاءُونَ بِالنَّوَافِلِ :
كأن يعتاد ذلك فيها وحدها خوف الاستنقاص بِعدم فعلها في الملإ ، وإيثارًا للكسل وعدم الرَّغبة في ثوابها في الخلوةِ .
د ـ وَيَلِيهِمْ الْمُرَاءُونَ بِأَوْصَافِ الْعِبَادَاتِ :
كتحسيِنها وإطالة أركانها ، وإظهار التَّخشُّعِ فِيهَا ، والاقتصار في الخلوةِ على أدنى واجباتها، فهذا محظورٌ أيضًا لأنَّ فيه كالَّذي قبله تقديم المخلوقِ على الخَالِقِ.

يتبع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 9:23

4 ـ وَلِلْمُرَائِي لِأَجْلِهِ دَرَجَاتٌ :
أ ـ فأقبحها أن يقصدَ التَّمكُّن من معصيةٍ كمن يظهر الورع والزُّهد حتَّى يعرف به فيولَّى المناصبَ وَالوَصَايَا ، وَتُودَعَ عندهُ الأموالُ ، أو يفوَّض إليه تفرقة الصَّدَقَاتِ وَقَصده بِكلِّ ذلك الخيانة فيه.
ب ـ ويليها من يتَّهم بمعصيةٍ أو خيانةٍ فيظهر الطَّاعة والصَّدقة قصدًا لدفعِ تلك التُّهمة .
ج ـ ويليها أن يقصدَ نيل حظٍّ مباحٍ من نحوِ مال أو نكاحٍ ، أو غيرهما من حظُوظِ الدُّنيا .
د ـ ويليها أن يقصد بإظهار عبادته وورعه وتخشعه ونحو ذلك أن لا يحتقر وينظر إليه بِعين النَّقص ، أو أن يعدَّ من جملة الصَّالحين وفي الخلوة لا يفعل شيئًا من ذلك ، ومن ذلك أن يترك إظهار النَّظر في يوم يسنُّ صومه خشيةَ أن يظنَّ به أنَّه لا اعتناءَ له بالنَّوافل .
قال الغزالي : وجميعهم تحت مقت اللَّهِ تعالى وغضبه وهو من أشدِّ المهلكات .
ثانياً ـ مظاهر الرياء عند طلبة العلم :
وإذ أحذرك أخي في الله وأحذر نفسي من تلك الشهوة الخفية فلا بد أن أذكر لك بعض مظاهرها ؛ لأنها قد تخفى على الكثيرين إلا من وفقه الله وهداه .
* فمن مظاهر الرياء عند طلبة العلم التي ينبغي الحذر منها :
أولاً ــ الجرأة على الفتوى وتعجل التدريس :
وهذه للأسف الشديد هي سمة الكثيرين من طلبة العلم من أهل هذا العصر .
قال الله تعالى : ((
آلله أذن لكم أم على الله تفترون
)) [ يونس/59 ]
ومن تأمل سير السلف يعرف حقًا كيف كان هؤلاء الأكابر أكثر الناس علمًا وورعًا ، فكانوا يهابون مما يقتحمه المتعالمون في هذه الأيام ، ومما يقع فيه علماء السوء من شواذ المسائل .
قال أبو داود في مسائله : ما أحصى ما سمعت أحمد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول لا أدري .
قال : وسمعته يقول ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه ، كان أهون عليه أن يقول لا أدري .
وقال عبد الله ابنه في مسائله سمعت أبي يقول وقال عبد الرحمن بن مهدي سأل رجل الإمام مالك بن أنس عن مسألة فقال لا أدري فقال يا أبا عبد الله تقول لا أدري قال نعم فأبلغ من ورائك أني لا أدري .
وقال عبد الله : كنت أسمع أبي كثيرًا يسأل عن المسائل فيقول : لا أدري ، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف ، وكثيرا ما كان يقول : سل غيري فإن قيل له من نسأل قال سلوا العلماء ولا يكاد يسمي رجلا بعينه.
يقول ابن القيم : وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى ، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره ، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى . [إعلام الموقعين لابن القيم (1/33،34) ، المدخل لابن بدران (1/120) ط مؤسسة الرسالة] .
قال عبد الرحمن ابن أبي ليلى : أدركت عشرين و مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ، ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.
وقال سحنون بن سعيد : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه .
فأين هؤلاء الأصاغر المتعالمون من أدب سلفنا الصالح في الفتيا والاستفتاء ،فترى هؤلاء المتعالمين المتفيقهين يتعجل أحدهم الفتيا ويتعجل التدريس ويتعجل كل شيء ، يظن بنفسه أنه محيي الدين يود أحدهم لو كان مفتي البلاد والعباد ، ولكنها الشهوة الخفية ، وأين هؤلاء من الشروط والأسس التي وضعها سلفنا لحفظ جناب الدين من المتفيقهين .
* قال الإمام أحمد : " لا ينبغي للرجل أن يعرض نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال :
إحداها :: أن تكون له نية ، أي أنْ يخلص في ذلك لله تعالى ، ولا يقصد رياسة ولا نحوها ، فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور ، ولا على كلامه نور،إذ الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى .
الثانية : أن يكون له حلم ووقار وسكينة ، و إلا لم يتمكن من فعل ما تصدى له من بيان الأحكام الشرعية .
الثالثة : أن يكون قويًا على ما هو فيه وعلى معرفته ، و إلا فقد عرض نفسه لعظيم .
الرابعة :: الكفاية و إلا أبغضه الناس ، فإنه إذا لم تكن له كفاية احتاج إلى الناس ، وإلى الأخذ مما في أيديهم فيتضررون منه .
الخامسة : معرفة الناس .[ كشاف القناع للبهوتي (6/299) ط دار الفكر] .
ولعلك إن فتشت فيمن حولك عمن تنطبق فيه تلك الأوصاف لا يسعفك عد عشرة على أصابع اليدين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فحذار حذار من فتنة التصدر ، وطلب الشهرة والجاه ، فإنها عمار للنار ، قتالة للقلب ، مفسدة له ، دالة على سوء النوايا ، وإنما من ابتلي بذلك صبر ، ومن استراح من هذا شكر لو تعلمون .
ثانياً ــ الاشتغال بفرض الكفاية عن فرض العين :
فتجد هذا المتعالم والمتفيقه بلا عقيدة صحيحة ، ولا معرفة صادقة بأسماء الله وصفاته ، ولا إلمام بتصحيح العبادات الظاهرة والباطنة ، ومع ذلك هو عاكف على علوم الآلات ، ويهجم على النصوص ويستنبط ويرجح بين الأقوال ، ويرد على العلماء ويتعصب ، ويغضب لنفسه ورأيه ، لا لدين الله عز وجل ، فهذا هو الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال في مختصر منهاج القاصدين : (
وأنت تجد الفقيه يتكلم في الظهار واللعان والسبق والرمي ، ويفرع التفريعات التي تمضي الدهور ولا يحتاج إلى مسألة منها ، ولا يتكلم في الإخلاص ، ولا يحذر من الرياء ، وهذا عليه فرض عين ؛ لأنَّ في إهماله هلاكه ، والأول فرض كفاية ، ولو أنَّه سئل عن علة ترك المناقشة للنفس في الإخلاص والرياء لم يكن له جواب
) [ مختصر منهاج القاصدين ص (27)] .
ثالثاً ــ حب المناظرة ، وحب الجدل و كثرة الكلام : (
يهرف بما لا يعرف
)
قال الله تعالى : ((
وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً
)) [ الكهف /54]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقاّ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كان مَازِحاً، وَبِبَيْتٍ في أعْلَى الْجَنّةِ لِمَنْ حَسّنَ خُلُقَهُ
) [ أخرجه أبو داود (4800) ك الأدب ، باب في حسن الخلق ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4015)] .
قال الأوزاعي : إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل ، ومنعهم العمل.
قال معروف الكرخي : إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل ، وأغلق عنه باب العمل . [اقتضاء العلم العمل ص (79)] .
وقال بعض السلف : إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمَّت خسارته .
وإنما يعطى الجدل الفتانون ، فما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل ، وما يشتهي المناظرة إلا الباحثون عن أعراض الدنيا الزائلة ، وإنما كان الرجل من السلف لا يقع في المناظرة إلا اضطرارًا ، وما زلَّ من زلَّ في هذا الباب إلا بسبب الرياء والسمعة ، وإنما كان همُّ الأوائل الأعمال لا الأقوال ، وصار قصارى همّ بعضنا الآن الكلام طلبًا للظهور .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ، ودع العوام، فان من ورائكم أياما الصبر فيهن القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم.
"[ أخرجه الترمذي (3058) ك التفسير ، باب ومن سورة المائدة ، وقال : حسن غريب] .
وهذه وصية نبوية غالية ، تشير إلى أمراض خطيرة: (
شح مطاع ، هوى متبع ، دنيا مؤثرة ، عجب وإعجاب بالرأي ) فيا لها من أمراض قتَّالة ، وأوبئة فتَّاكة ، تفتك بالدين ، وتقتل الإخلاص ، وإنَّما المرض العضال الحامل على كل هذا والمؤدي إليه : ( حب الظهور ، وشهوة التصدر ، والرغبة في الشهرة ، والعلو على الأقران
) فنسأل الله العافية من أمراض القلوب ، ونسأله هو العلي القدير أنْ يرزقنا الإخلاص ، وأنْ يجمعنا على الصالحين من عباده في الدنيا والآخرة .
عن عبد الله بن المبارك قال : قيل لحمدون بن أحمد : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟!!
قال : لأنَّهم تكلموا لعز الإسلام ، ونجاة النفوس ، ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس ، وطلب الدنيا ، ورضا الخلق .
قال أبو قلابة لأيوب السختياني : يا أيوب إذا أحدث الله لك علمًا فأحدث لله عبادة ، ولا يكونن همك أن تحدث به الناس .
قال الحسن البصري : همة العلماء الرعاية ، وهمة السفهاء الرواية .
فإذا لم تجد القول موافقًا للعمل فاعلم أنه نذير النفاق .
قال عبد الله بن المعتز : علم المنافق في قوله ، وعلم المؤمن في عمله .
وحكى الذهبي عن أبى الحسن القطان قوله : (
أُصبت ببصري ، وأظن أنى عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة
) ، ثم قال الذهبي : " صدق والله ، فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالباً يخافون من الكلام ، وإظهار المعرفة. واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم ، وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والإخلاص . أهـ( من سير أعلام النبلاء ) .
وعن معمر بن راشد قال : إنَّ الرجل يطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : ((
نعم يطلبه أولاً ، والحامل له حب العلم ، وحب إزالة الجهل عنه وحب الوظائف ، ونحو ذلك ، ولم يكن عَلِم وجوب الإخلاص فيه ، ولا صدق النية ، فإذا علم حاسب نفسه ، وخاف من وبال قصده ، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها ، وقد يتوب من نيته الفاسدة ، ويندم ، وعلامة ذلك أنه يُقْصِر من الدعاوى وحب المناظرة ، ومن قَصْدِ التأثير بعلمه ، ويُزْري على نفسه ، فإن تَكَثَّر بعلمه ، أو قال أنا أعلمُ من فلان فبعداً له
)) .
رابعاً ــ الولع بالغرائب والبحث عن المهجور من الأقوال :
فترى من ابتلي بهذه الشهوة الخفية ألا وهي الرياء يتصيد الغرائب ويتصيد المهجور من أقوال العلماء ، فبمجرد أن يتصيد مسألة من هنا أو هناك ، سمعها في مجلس ، أو من شريط ، أو قرأها في صحيفة ، أو في كتاب ، يوالي ويعادى على تلك المسألة. ، وأكثر الناس اليوم لا علم له إلا ببعض المسائل ، وليتها بالنافعة ، وإنما شواذ المسائل ، وغريب الآراء ، والمهجور من الأقوال ، وكأن الشعار "خالف تُعرف" فالخلاف عنده أشهى من الاتفاق .
حتى وجدنا بعض المتعالمين من يشغل العامة بالمسائل النادرة الحدوث والمختلف عليها والتي هي أصلاً ليست أهلاً لطرقها على المنابر من أمثال ( الحجامة ) فتراه يصطنع عليها خطباً متكررة متنوعة ، إنما الشذوذ والغرابة والبحث عن المهجور من الأقوال ساقه إليها ، وكان الأولى شغل الناس والعامة بعوالي الأمور والمهمات الجسيمة التي ترقى بهم وبإيمانهم .
فالولع بالغريب والشاذ من الأقوال ، وإحياء المسائل المهجورة والتي حسمها أهل العلم منذ زمن بعيد ، كل ذلك ـ إن كان عن عمد ـ يدل على خلل واضح ، وسوء قصد بيِّن ، لا سيما إذا كان الأمر زلَّ فيه عالم من العلماء ، ومن هنا حذر أهل العلم من تتبع هذه المسائل التي أسموها بـ (( الطبوليات )) إذ قيل : (( زلة العالم مضروب لها الطبل )) [حلية طالب العلم ص (7) للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد] .
خامساً ــ الشغب على المخالف والزهو بالمتبع.
فإنك تراه يشاغب على من خالفه ، ويعاديه ، وينفر منه ، ويفرح بالمدح ، ويزهو بكثرة الأتباع ، وبالضد تتميز الأشياء ، وتلك من نتاج العصبيات والحزبيات ، لعدم تحقيق عقيدة الولاء والبراء فيصير الولاء للمتبع ، والبراء من المخالف ، وما كان هذا هدي السلف في الخلاف ، لا سيما في الفروع ،وكم من مجر للخلاف على ألسنة الناس لمجرد الشغب عليه لمخالفته إياه ، أو الزهو بمن اتبعه ، ومن أهم علامات الصادق استواء المدح والذم عنده ، فإن لم يكن كذلك فليتهم نفسه .
قال الإمام الذهبي في [سير أعلام النبلاء (7/393 )] : عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : ما صدق الله عبد أحب الشهرة .
ثم قال الذهبي : علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد ، ولا يبرئ نفسه ، بل يعترف ويقول : رحم الله من أهدى إلىَّ عيوبي ، ولا يكن معجباً بنفسه ، لا يشعر بعيوبها ، بل يشعر أنه لا يشعر ، فإن هذا داء مزمن " أهـ
وما أغلاه من كلام ، وصدق من قال : الذهبي ذهبي الكلام ، حقاً إنه كلام أغلى من الذهب، فالمخلص إذا اتهم لم يكابر، لم يشمخ بأنفه ، ولم تأخذه العزة بالإثم فيقول : أنا.. أنا.. أنا ، وإنما يخضع ويذعن ، ويخاف ويخشى ، ويتهم نفسه ، ويسيء الظن بها ، ويقول : ويلى ، وويل أمي ، إنْ لم يرحمني ربى .
وعن الفضيل بن عياض قال : يا مسكين ، أنت مسيء وترى أنَّك محسن ، وأنت جاهل وترى أنَّك عالم ، وتبخل وترى أنَّك كريم ، وأحمق وترى أنَّك عاقل ، أجلك قصير ، وأملك طويل .
قال الذهبي: (
قلت : إي والله صدق ، وأنت ظالم وترى أنَّك مظلوم ، وآكل للحرام وترى أنَّك متورع ، وفاسق وتعتقد أنَّك عدل ، وطالب العلم للدنيا وترى أنَّك تطلبه لله
) [سير أعلام النبلاء (8/440)] .
• خاتمة :
فيا أخي والله أريد الفلاح لك ولنفسي ولهذا ضع نصب عينيك ما أخرجه الإمام مسلم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((
إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على زجهه حتى ألقي في النار
)). رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((
قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه
)) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
من تعلم علما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة
)) رواه أبو داود بسند صحيح.
فالله أسأل أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه أكرم مسؤول وجوده أعظم مأمول .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الرياء
المؤمن بين الإخلاص والرياء

الرياء الداء والدواء


عدل سابقا من قبل Admin في 19.02.08 9:25 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 9:35

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله على إِحسانه، والشّكرُ له عَلى توفيقِه وامتنانه، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ نبيّنا محمّدًا عبدُه ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابه.
الكبر
أولاً ــ تمهيد :
* الكبر بطر الحق وهو التكبر عليه والامتناع من قبوله كبرا إذا خالف هواه ومن هنا قال بعض السلف التواضع أن تقبل الحق من كل من جاء به وإن كان صغيرا فمن قبل الحق ممن جاء به سواء كان صغيرا أو كبيرا وسواء كان يحبه أو لا يحبه فهو متواضع ومن أبى قبول الحق تعاظما عليه فهو متكبر وغمط الناس هو احتقارهم وازدراؤهم وذلك يحصل من النظر إلى النفس بعين الكمال وإلى غيره بعين النقص وفي الجملة فينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه فإن رأى في أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه .[ انظرجامع العلوم والحكم (الجزء : 1 الصفحة : 122)] .
ثانياً ــ حقائق عن الكبر :

1ــ الكبر أول معصية عُصي الله بها:
أصل الأخلاقِ المذمومة كلِّها الكبر والاستعلاء, به اتَّصف إبليس فحسَد آدم واستكبر وامتنع من الانقياد لأمر ربه، ((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين
)) [البقرة:34].
وبه تخلّف الإيمان عن اليهود الذين رأَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعرفوا صحَّة نبوّته، وهو الذي منع ابنَ أبيّ بن سلول من صِدق التسليم، وبه تخلَّف إسلام أبي جهل، وبه استحبَّت قريشٌ العمى على الهدى، قال سبحانه: ((
إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)) [الصافات:35]. ودعا سليمانُ عليه السلام بَلقيس وقومَها إلى نبذِ الاستعلاء والإذعان: ((أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
)) [النمل:31].
2 ــ الكبر سبب الفرقة والاختلاف والبغضاء : الكبر سببٌ للفُرقة والنزاع والاختلافِ والبغضاء, قال جلّ وعلا: ((فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)) [الجاثية:17]، وبسببِه تنوّعت شنائِع بني إسرائيل مع أنبيائِهم بين تكذيبٍ وتقتيل, ((أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)) [البقرة:87]. وهو مِن أوصافِ أهلِ النّفاق، ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
)) [المنافقون:5].
3 ــ الكبر سبب تعذيب الأمم السابقة : وعُذِّبت الأمَم السالفة لاتّصافِهم به, قال تعالى عن قومِ نوح: ((وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَارًا)) [نوح:7]، وقال عن فرعونَ وقومه: ((وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ ، فَأَخَذناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذناهُمْ فِى الْيَمّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عاقِبَةُ الظالِمِينَ)) [القصص:39، 40]، وقال عن قومِ هود: ((فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـآياتِنَا يَجْحَدُونَ
)) [فصلت:15].
ثالثاً ــ منشأ الكبر : للكبر أسباب أهمها :
1 ــ المال :
إن الكبر غالباً ما ينشأ من الترف؛ فإذا أترف الإنسان؛ انتكس تفكيره وسمى الباطل حقاً والحق باطلاً، ومن ثم يحتقر من لم يكن مثله في عيشه وماله ودنياه؛ إلا من رحم الله.
2 ــ العلم : وهو شر أنواع الكبر :
وشر الكبر من تكبر على العباد بعلمه وتعاظم في نفسه بفضيلته؛ فإن هذا لم ينفعه علمه؛ فإن من طلب العلم للآخرة كسره علمه، وخشع قلبه، واستكانت نفسه، وكان على نفسه بالمرصاد، فلم يفتر عنها. ومن طلب العلم للفخر والرياسة، ونظر إلى المسلمين شزراً مزراً؛ فهذا من أكبر الكبر، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
قال بعض الحكماء: المتكبر كالصاعد فوق الجبل، يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيراً.
3 ــ النسب :
وقد ينشأ الكبر من التباهي بالأنساب ، والتباهي بأسرته الكبيرة ، أو أنه يمت بصلة إلى أسرة معروفة بالجاه أو السلطان أو العلم أو غير ذلك .
4 ــ المنصب :
وقد ينشأ الكبر من منصب يتولاه الإنسان، فيرى نفسه أعلى من الناس طبقة، فيكشر في وجوه فقراء الناس، وربما رأى أن الواجب ألا يتصلوا إليه مباشرة، بل لابد من الوساطة بينه وبينهم ويحمله الكبر على أن يحب في نفسه أن يقوم الناس له تعظيماً:
ففيما روى الإمام الترمذي في جامعه الصحيح برقم ( 2755 ) فقال : عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ صَفْوَانَ حِينَ رَأَوْهُ فَقَالَ اجْلِسَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .
رابعاً ــ صفات المتكبر وبعض الأعمال التي تعد من التكبر :
1 ـ العلو على الحق وازدراء من هم أدنى منه :
فالمتكبر يريد أن يعلو على الحق وعلى الله تعالى برد الشرع والدين، ورد آيات الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. والمتكبر أيضاً يعلو على الناس ويسخر منهم ويحتقرهم ويزدريهم.
إن الكبر منازعة لصفة من صفات الله عز وجل كما جاء في حديث الإمام مسلم برقم ( 2620 ) فقال : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((
الْعِزُّ إِزَارُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ
)) فهو سبحانه الجبار المتكبر .
وهذه المنازعة قد تسبب العقوبة في الدنيا قبل الآخرة كما جاء في صحيح الإمام البخاري برقم ( 3485 ) أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قال : قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
) .
أي هو يغوص فيها والعياذ بالله، والجزاء من جنس العمل .. وكذلك يوم القيامة سيكون جزاء المتكبرين بأن يحشروا ((
أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار: طينة الخبال
)) هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما .. فهذا جزاء التكبر .. الذل والصغار والإهانة والاحتقار يوم القيامة والعياذ بالله.
2 ــ حسد الأقران :
وأيضاً قـد يؤدي الكبر إلى حسد الأقران بعضهم لبعض وخاصة من أهل العلم والدعاة .. فقد يرى أحدهم أنه أوتي بياناً وفصاحة فهو خطيب مفوه أو أوتي قلماً سيالاً فيقول في نفسه: مالي لا أُتبع، بينما فلان وفلان لهم طلاب وأتباع وكلمتهم مسموعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فيتحين الفرص للإيقاع بهؤلاء ويفرح بما يصيبهم من أذى ويُعلن أن ما أصابهم ما كان إلا بسبب أنهم ابتعدوا عما يراه ويظنه حقاً والعياذ بالله.
وهذه أيضاً صفة أهل البدع الذين يبتدعون في الدين ليعارضوا به ما ثبت في القرآن والسنة فيشتهروا بين الناس بما يحدثوه في الدين من بدع .
3 ـ ازدراء سنة النبي صلى الله عليه وسلم :
والكـبر هو الذى يحمل بعض الناس على ازدراء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستهـزاء بها:
روى الإمام مسلم برقم ( 2021 ) فقال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ : (
كُلْ بِيَمِينِكَ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ لَا اسْتَطَعْتَ مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ قَالَ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ
) .
4 ــ اتباع الهوى :

المتكبِّر متَّبع لهواه، ينظر إلى نفسه بعينِ الكمال وإلى غيره بعينِ النّقص، مطبوعٌ على قلبِه: لا يقبَل ما لا يَهوى, ((
كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُـلّ قَلْبِ مُتَكَبّرٍ جَبَّارٍ)) [غافر:35]. واللهُ تعالى يبغضه, ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
)) [لقمان:18].
5 ــ عدم الاعتبار والاتعاظ :

المتَّصف بالكبر مصروفٌ عن الاعتبارِ والاتّعاظ بالعبر والآيات، ((
سَأَصْرف عن آياتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ
)) [الأعراف:146]. والمستكبِر عن الحقّ يبتَلى بالانقياد للباطل، وقد تعجَّل له العقوبة في الدنيا, فقد شُلَّت يَدُ رجلٍ في عهدِ النبوة بسبَب الكبر كما سبق الحديث عنه .
وقد خسفتِ الأرض بمتكبِّر,وقد سبق الحديث أيضاً ، وفي الآخرة يعامَل بنقيض قصده, فمن ترفَّع عن النّاس في الدّنيا يطؤه النّاس بأقدامِهم في الآخرة، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((
يحشَر الجبّارون والمتكبِّرون يومَ القيامة في صوَر الذرِّ يطؤهم النّاس بأرجلهم
)) رواه الترمذي، قال في نوادر الأصول: "كلّ من كان أشدَّ تكبّرًا كان أقصرَ قامّةً في الآخرة، وعلى هذا السبيل كلّ من كان أشدَّ تواضعًا لله فهو أشرَف قامَةً على الخلق" .
6 ــ الظن بالنفس أنها خير من غيرها :
فيكون الكبر مستقرًا في قلبه, فهو يرى نفسه خيرًا من غيره إلا أنه يجتهد ويتواضع, فهذا في قلبه شجرة الكبر مغروسة إلا أنه قد قطع أغصانها, فهو يرى في نفسه أنه خير من غيره, يرى نفسه أعلى من الناس, يجد هذا الشيء في قلبه, ولكنه لا يتلفظ بموجب هذه الخصلة الذميمة, لا يتحول هذا الشيء الذي في قلبه إلى فعل, إلى قول, وإنما يكتم هذا ويظهر عكس هذا الموجب, يظهر التواضع وخفض الجناح للمؤمنين, فهذا إن كانت شجرة الكبر في قلبه إلا أن أغصان هذه الشجرة لا تنمو فقد قطعها. وأنصح في هذا المقام القراءة في كتاب ( تلبيس إبليس ) ، ففيه الحديث عن أمثال هؤلاء الشيء الكثير .
7 ــ الترفع في المجالس والتقدم على الأقران :

يظهر ذلك بأفعال كثير من طلبة العلم اليوم الترفع في المجالس والتقدم على الأقران, والإنكار إذا قصر أحد في حقهم, فترى بعضهم يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم, وكذلك الجاهل يعيش دون الناس كأنه مستقذر لهم, وهذان قد جهلا ما أدب الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم, إذ كان هو على رأس العلماء والعباد والزهاد ماذا قال الله تعالى له ؟ قال الله عز وجل له: ((
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين
)) .
8 ــ تزكية النفس والدعاوى الفارغة والحكاية عن نفسه :
يظهر الكبر بلسان كثير من الطلبة غالباً ، كالدعاوى الفارغة والمفاخرة وتزكية النفس على الغير , وحكايات الأفعال في معرض المفاخرة بغيره , وكذلك التكبر بالحسب والنسب, فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له ذلك, وإن كان أرفع منه عملاً, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) رواه مسلم برقم ( 2699 ) ، قال ابن عباس رض الله عنهما: يقول الرجل للرجل: أنا أكرم منك, أي أنا أكرم منك حسبًا, أو أكرم منك أبًا, وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى, قال تعالى: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم
)).
وهذا من أسباب الكبر أن يتكبر الإنسان بوجاهته وحسبه ونسبه, أو أن يتكبر بالمال أو أن يتكبر بالجمال, أو أن يتكبر بالقوة وكثرة الأتباع, ونحو ذلك, فالكبر بالمال أكثر ما يجري بين التجار والأغنياء والرؤساء, والكبر بالجمال أكثر ما يجري بين النساء ولذلك تراهن يغتبن غيرهن ويتنقصن من جمال غيرهن, وكذلك الكبر بالقوة, وهذا يكون بين الرؤوساء ومن لهم أتباع, وهذا يحصل عند بعض من يعلم وعند بعض من له مستفيدون, فهذا من أسباب الكبر. وأعلم أن التكبر يظهر في شمائل الإنسان, يظهر في حركاته فمن ذلك أنه يحب قيام الناس له, أنه إذا جاء مجلس من المجالس أحب أن يتمثل له الناس قيامًا.
و قد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((
من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار
))[سبق تخريجه] وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "ما كان أحد أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإذا رأيناه لا نقوم له لما نعلم من كراهيته لذلك, كان صلى الله عليه وسلم يكره أن يتمثل له الناس قيامًا, فمن الشمائل التي تظهر على الإنسان من جراء الكبر أن يحب أن يتمثل له الناس قيامًا, والسنة أن الإنسان إذا دخل مجلسًا أن لا يتمثل له الناس قيامًا, وإنما القيام عند الاحتفاء به والمعانقة واستقبال صاحب الدار لضيفانه واستقبال الرجل لأبنائه ونحو ذلك.
9 ــ ومن صفات المتكبر
أيضًا أنه لا يمش إلا ومعه أحد يمشي خلفه, يكره بعضهم أن يمشي وحده أو أن يحضر مجلسًا وحده , فهذا من الخصال التي تظهر كذلك على الجوارح من جراء الكبر ، فتراه إذا أراد حضور مجلس جيش معارفه لذهابه هذا ، فتراهم كأنهم الأتباع والتلامذة له .
10 ــ ومن ذلك أيضًا أنه لا يزور أحد تكبرًا واستعلاءً أو استنكافًا, ومن ذلك أيضًا أن يستنكف من جلوس أحد إلى جانبه من الفقراء, وممن هم دونه, أو أن يمشي معه أحد من الضعفاء أو المساكين, فهذه خصال تظهر على الجوارح من جراء ما في القلب من الكبر والتكبر والعياذ بالله تعالى من كل ذلك .

يتبع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 9:35

خامساً ــ الدواء والعلاج :
إن العجب هو سبب الكبر، ولكي يسلم الإنسان من هذا الداء، لابد له من الدواء، والدواء من هذا الداء يكمن في عدة أشياء:
1 ــ تذكر نعمة الله تعالى عليك :

و أن ما بك من النعم هو من الله سبحانه، فواجب عليك شكر المنعم، وعدم نسيانه، فإن شكرت فقد استبقيت النعمة، وإن كفرت وتكبرت فقد استعجلت العقوبة التي تحل بك.
2 ــ اقتد بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم :
وإنك أخي في الله لن تفلح أبداً حتى تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وتتأسى به في حياتك، وهذا يقتضي أن تقرأ سيرته وتتعلم من سنته، عند ذلك ستجد أنه صلى الله عليه وسلم كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم وينطلق مع الأمة حيث شاءت ليشفع لها أو يقضي لها حاجتها وكان يخدم أهله في البيت ويحمل اليهم الحاجة وكان يتواضع للغريب والجاهل وطالب العلم،وقد تحدثنا عن بعض ذلك في اللقاء السابق ، ففيما رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم (876 ): ( قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا قَالَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا )، نعم صدق الله (( وإنك لعلى خلق عظيم
)).
3 ــ تذكر الآخرة :
وهو العلاج الأهم أن يتذكر طالب العلم الآخرة ومآل الإنسان فيها، فإن كان من المتكبرين فإن مآله النار، وإن كان من الضعفاء المتواضعين فإن مآله الجنة. أخرج مسلم: (2847) في صحيحه سنده عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى الله بينهما أنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وأنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما عليّ ملؤها)).
فانظر – أخي في الله – إلى أي دار تشتاق وتتمنى. اللهم اجعلنا من أهل الجنان، وسلمنا من النار يا رحمن.
4 ــ اعرف حقيقة النفس :
ولمعرفة حقيقة النفس: أمران اثنان :
أ ــ انظر إلى أول أمرك وإلى وسطه وإلى آخره :
فينظر في أول أمره (( من أي شيء خلقه, من نطفة خلقه فقدره)), فأول أمره نطفة مذرة وآخر أمره جيفة قذرة, ويحمل فيما بين ذلك العذرة, فإذا تفكر الإنسان إلى حقيقة نفسه وجد أن مآله إلى التراب, وأنه حقير, ولا يحسبن الإنسان أنه سيبقى إلى الدوام, ولذلك قال الله عز وجل: ((ثم إذا شاء أنشره
)), أي مآله إلى الله تبارك وتعالى, ومن ثم ينظر الإنسان إلى ربه تبارك وتعالى, وذلك بالتفكر في آلاء الله عز وجل وعجائب صنعته, فيتفكر في الجبال والبحار, وفي نفسه كيف خلقه الله عز وجل وصوره إنسانًا فمن عرف حقيقة ربه عرف حقيقة نفسه, ومن عرف حقيقة نفسه حقًا عرف حقيقة ربه تبارك وتعالى كما قال بعض العلماء.
ب ـ عارض أسباب الكبر :
بأن يعارض أسباب الكبر, فإن كان سبب كبره الحسب والنسب فلينظر إلى أبيه كيف كان نطفة مذرة, فلينظر إلى أبيه وجده وجد جده, أين هم؟ أليسوا في التراب؟ فلربما من ترابهم صنع ما صنع من البنيان, فكذلك يذهب الإنسان الكبر بسبب الحسب والنسب.
وإذا كان الكبر بسبب الغنى فليتفكر الإنسان أن اليهود من أغنى العالمين, فيا لها من خصلة يسبق فيها الإنسان يهودي, ذمه الله عز وجل, فخصلة الغنى ربما تذهب بين عشية وضحاها, فإذا قدم سارق وسرق ماله أصبح صفر اليدين لا يملك ما يتكبر به.
وإذا تكبر بقوته وعظمته فليتفكر في الأمراض والعلل التي تنتابه, فإذا مرض وإذا أصابته حمى فإنه يصبح هزيلاً ضعيفًا, وإذا تعطل شيء من أعصابه أصبح لا يتحرك, وإذا كان الكبر بسبب العلم فليتفكر وليتنبه بأن للعلم تبعة, وأن الله سبحانه وتعالى يقضي يوم القيامة فيكون أول من يقضى عليه يوم القيامة رجل تعلم العلم ليقال عالم, وقرأ القرآن ليقال قارئ, فيكون أول المسحوبين على وجوههم في نار جهنم, ومن ثم يتفكر أيضًا أن الله سبحانه وتعالى يمقت المتكبرين, وأن الله عز وجل لا يحبهم ولا يوفقهم.
وقد ينسى الإنسان أنه مهما طال جسده وعظم، فإنه لا يستطيع أن يخرق الأرض، ولن يبلغ الجبال طولاً، وأن الشوكة تدميه، والذبابة تؤذيه، والأفعى تخيفه، وأن مصيره إلى الزوال ولو كشف عنه بعد موته لهالنا مرآه وحاله .
5 ـــ اقرأ سير الصالحين وتواضعهم .
وأنصحك في ذلك أن ترجع إلى الكتب الأمهات من أمثال كتاب : ( الإصابة في تمييز الصحابة ) وكتاب : (سير أعلام النبلاء ) وكتاب : ( صفة الصفوة ) وكتب الحديث والتراجم ففيها الشيء الكثير من إبراز حياة الصالحين من هذه الأمة المرحومة .
6 ــ اترك الهوى :
وتواضع للدّين ولا تعارِضه برأي أو هوًى، ولا تعرِض عن تعلّمه والعمَل به، ومن أسدَى إليك نُصحًا فاقبَله واشكُر قائله، ومن أمرك بمعروفٍ أو نهاك عن منكرٍ فامتثِل لرشده, فالحظوة في التواضعِ للطّاعة.
يقول الفضيل رحمه الله: "التّواضع أن تخضعَ للحقّ وتنقاد له" .
وقال رجل لمالك بن مغول: "اتّق الله"، فوضَع خدّه على الأرض .
ينسى بعض الناس هذا كله، فيتعاظمون في أنفسهم، ويأخذهم العجب بأجسادهم وألوانهم وامتداد قاماتهم وجمال ثيابهم، فإذا هم يمشون في الأرض مشية الخيلاء المتكبرين، وينظر إلى الناس نظرة احتقار وازدراء، ويظن نفسه خير الناس وهو أرذلهم.
سادساً ــ الخاتمة : اعلم ــ أخي في الله ــ أنه مَن حمَل في قلبِه ولو شيئًا يسيرًا مِن الكبر حرُم عليه دخول الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنةَ من في قلبه مثقالُ ذرّة مِن كبر)) رواه البخاري . والنار دارٌ لهم, (( أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ)) [الزمر:60]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبِركم بأهلِ النّار؟ كلّ عُتُلٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ)) متفق عليه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((احتجّت الجنّة والنّار، فقالت النّارُ: فيّ الجبّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنّة: فيّ ضعفاء النّاس ومساكينهم
)) رواه مسلم .
فانزَع عنك رداءَ الكبر والتعاظم، فإنهما ليسا لك، بل هما للخالق، والبَس رداءَ الانكسار والتواضع، فما دخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكبر قطّ إلا نقَص من عقلِه بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر. ومنشأ هذا مِن جهلِ العبدِ بربّه وجهله بنفسه، فإنّه لو عرف ربَّه بصفاتِ الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسَه بالنقائص والآفاتِ لم يستعلِ ولم يأنف، يقول سفيان بن عيينه رحمه الله: "مَن كانت معصيّته في الكبرِ فاخشَ عليه، فإبليس عصى متكبِّرًا فلُعِن".
والعذاب يقع على من تغلغَل ذلك في قلبه، وتكون خفّته وشدّته بحسَب خفّتها وشدّتها، ومن فتحها على نفسه فتح عليه أبوابًا من الشرور عديدة، ومن أغلقها على نفسه فتِحَت له بإذن الله أبوابٌ من الخيرات واسعة.
والكبر المبايِن للإيمان لا يدخُل صاحبه الجنّة، كما في قوله تعالى: ((
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)) [غافر:60]. ومِن الكبر ما هو مبايِن للإيمان الواجِب, بل كبرُه يوجِب له جحدَ الحقّ واحتقارَ الخلق, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقالُ ذرّة من كبر))، قالوا: يا رسول الله، إنّ الرجلَ يحبّ أن يكونَ ثوبه حسنًا ونعله حسَنة، قال: ((الكبر بطرُ الحقّ وغَمط الناس
)) رواه مسلم .
ولا تفخر على أحدٍ فدنياك زائلة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((
حقٌّ على الله أن لا يرتفِع شيءٌ من الدّنيا إلا وضعه
)) رواه البخاري .
أسأل اللهَ العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بهذه المقالة طلبة العلم وإياي أيضاً إنه هو السميع العليم ، وأن يجعلها في قلوبنا, وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
اللهـم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبـه أجمعين، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
باب تحريم الكبر وبيانه 1

باب تحريم الكبر وبيانه 2

آفة الكبر 1 : تعريف الكبر وما جاء في ذمه وأقسامه

آفة الكبر 2 : الفرق بين العجب والكبر وبيان ما يتكبر به المتكبرونآفة الكبر 3 : مقامات علاج الكبر

آفة الكبر 4 : دفع العوارض التي تَعرض للإنسان وتجعله من المتكبرين

آفة الكبر 5 : علاج الكبر وكيفية القيام بذلك عملياً

الكبر والتواضع

السخرية والكبر وتتبع العورات

ما جاء في الترهيب من الكبر

تابع ما جاء في الترهيب من الكبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
أبوهمام
مؤسس المنتدى المدرسي
مؤسس المنتدى المدرسي
أبوهمام


ذكر عدد الرسائل : 973
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 9:39

اللهم انك
سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيلة من حيث لا نراهم
اللهم أيسه
منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك
وباعــد بيننا وبينه
كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن لكل بداية نهاية ولكل قوة ضعفاً ولكل حياة موتاً
قال تعالى : {
إنك ميت وإنهم ميتون
}
وقال تعالى {
أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة
}
وقال تعالى {
كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون
}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ أكثروا ذكر هادم اللذات }

وقال الشاعر
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب *** متى حٌُُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالاً ونرجوا نتاجها *** وباب الردى مما نؤمل أقرب

http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
وهذا أنت يا أبن آدم وقد فارقت الحياة وأصبحت جثه هامدة لا حراك له وجردت من الثياب والزينة والموديلات وما بقي الا قطعة من قماش تستر بها عورتك ممدد على الواح لتغسل
http://www.palissue.com/vb/attachmen...8&d=1175450453
فأين العينان لتبصر وترى ؟؟
أين اليدان لتتحرك ؟؟ وأين ذلك الجسد ؟؟
انه ممدود على لوح وقد جرد من ملابسة بلا روح ولا قوة ولا حراك ... والله المستعان
وقام من كان حب الناس في عجل *** نحو المغسـل يأتينـي يغسلنـي
وقال يا قوم نبغي غاسـلاً حذقـاً *** حراً أديبـاً أريبـاً عارفـاً فطـن
فجـاءنـي رجــل فجـردنـي *** من الثيـاب وأعرانـي وأفردنـي

http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
الحين قاعد يضغط على بطنك ويعصره ليخرج منه ما هو مستعد للخروج
هل تخيلت أخي الحبيب أو أنتي أختي هذا الموقف ؟؟؟
والحين يغسلون جسدك بس هل تبي تطيح منها الذنوب
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
وأودعوني على الألواح منطرحاً *** وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني *** غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن

وكذا يكفنون الميت وهذا كفنك
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
وألبسونـي ثيابـاً لا كمـام لها *** وصار زادي حنوطي حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فـو أسفـا *** علـى رحيـل بـلا زاد يبلغنـي

وبكذا تصير جاهز للصلاة "عليك
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
إذا كانت الجنازة صالحة قالت : قدموني .. قدموني . وإذا كانت غير ذلك قالت يا ويلها أين تذهبون بها
وحملوني على الأكتاف أربعة *** من الرجال وخلفي من يشيعني
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
بيتك شف زين ضيق هالحفرة فبعد الغرفة والبيت والفلة والقصر تصير بالحفرة !!!
نعم أخواني هذا القبر بيت الوحشة بيت الغربة بيت الدود بيت اللحود هذا هو القبر اللي ناسية وهذا هو اللي أبكى الصالحين والعلماء والمجتهدين ، نعوذ بالله من ظلمة القبر ووحشة القبر وضمة القبر وضيق القبر
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
ليس الغريب غريب الشام واليمن ***إن الغريب غريب اللحد والكفن
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
الحين الجنازة جاهزة للدفن
الله المستعان
فسبحان الله كما أتى ابن آدم وحيداً خرج من الدنيا وحيداً لا مال ولا أهل ولا أولاد أنما خرج من هذه الدنيا بعمل وكفن
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا *** أب شفيـق ولا أخ يؤنسنـي

بعد وضع الجنازة في اللحد تفك أو تحل الأربطة ماعدا الرأس والرجلان
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
تخيل لو لحظة أنك هذا الذي وضُع في القبر ماذا تتمنى ؟؟؟؟
مما كنت تتمنى فأعمل لتلك الحفرة مادامت روحك في جسدك و بإمكانك أن تتوب وتصلح مابينك وبين ربك فباب التوبة مفتوح ورحمة الله تغدو وتروح فاليوم العذر مقبول والذنب مغفور فتخلص من رق المعاصي قبل الندم وقبل الفراق
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
ويسد على الميت في لحده بلبنات ويوضع على اللبنات طين لتثبيتها وسد الفتحات اللي بين اللبنات
وبعدها تنهال عليه التراب منه خُلق وله يعود
وقال هلوا عليه التراب واغتنمـوا *** حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
وأخيراً هذه هي نهاية الإنسان وهذا هو المسكن الحقيقي الذي هو أول منازل الآخرة
كان عثمان بن عفان إذا وقف على القبر بكى ، حتى يُبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا ؟ فقال :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
{ القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه }
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه }
الان يبتعد عنك الاهل والخلان ويتركونك في قبرك وماينفعك في هذه الساعه الا عملك وماقدمت يداك بالدنيا
http://www.palissue.com/vb/attachmen...d=11754505 37
http://saaid.net/flash/yagafel.sw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jomaoda.ahlamontada.com
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 10:35

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 77

مشكور أستاذ جمعه الموضوع رائع
كمان الفكره حلوه جدا
واسمحلى بالمشاركه بهذا الموضوع



معنى الشرك وأنواعه


- معنى الشرك لغة :

قال ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدلّ على مقارنة وخلافِ انفرادٍ، والآخر يدلّ على امتداد واستقامة.
فالأول: الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء إذا صرت شريكَه، وأشركت فلاناً إذا جعلته شريكاً لك".

وقال الجوهري: "الشريك يجمع على شركاء وأشراك، وشاركت فلاناً صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا، وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم: الشرك".

وقال أيضاً: "والشرك أيضاً الكفر، وقد أشرك فلان بالله فهو مشرك ومشركيّ".
وقال الفيروز آبادي: "الشِّرك والشُِّركة بكسرهما وضم الثاني بمعنى، وقد اشتركا وتشاركا وشارك أحدهما الآخر، والشِّرك بالكسر وكأمير: المشارك، والجمع أشراك وشركاء".

2- معنى الشرك شرعاً:

قال ابن سعدي: "حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية".
وقال الدهلوي: "إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل الإنسان أحداً بالله، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال ـ خصها الله تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية ـ لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان، وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً".


3- الفرق بين الشرك والكفر:

1- أما من حيث اللغة فإن الشرك بمعنى المقارنة، أي: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما. أما الكفر فهو بمعنى الستر والتغطية.
قال ابن فارس: "الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"، إلى أن قال: "والكفر ضد الإيمان، سُمّي لأنه تغطية الحق، وكذلك كفران النعمة جحودها وسترها".
2- وأما من حيث الاستعمال الشرعي فقد يطلقان بمعنى واحد، قال الله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ لسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبّى لاجِدَنَّ خَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً * قَالَ لَهُ صَـحِبُهُ وَهُوَ يُحَـوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبّى وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبّى أَحَدًا} [الكهف:35-38].
وقد يفرق بينهما، قال النووي: "الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك".


4 - أنواع الشرك :

الشرك ثلاثة أنواع:

أولا : الشرك الأكبر .
1- تعريفه :
الشرك هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله .

2- أنواع الشرك الأكبر :
وهو ثلاثة أنواع، يتعلق كل نوع بأنواع التوحيد الثلاثة :

1- الشرك في الربوبية

2- الشرك في توحيد الأسماء والصفات

3- الشرك في توحيد الألوهية

قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ: "فاعلم أن الشرك ينقسم ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد، وكل منها قد يكون أكبر وأصغر مطلقاً، وقد يكون أكبر بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، ويكون أصغر بالنسبة إلى ما هو أكبر منه"[1].

ثانيا : الشرك الأصغر .
- تعريفه:
قال ابن سعدي: "هو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسّل بها إلى الشرك كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة، كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك".
وقال السلمان: "هو كلّ وسيلة وذريعة يتطرّق بها إلى الشرك الأكبر".
وعرفه بعضهم بأنه تسوية غير الله بالله في هيئة العمل أو أقوال اللسان، فالشرك في هيئة العمل هو الرياء، والشرك في أقوال اللسان هو الألفاظ التي فيها معنى التسوية بين الله وغيره، كقوله: ما شاء الله وشئت، وقوله: اللهم اغفر لي إن شئت، وقوله: عبد الحارث، ونحو ذلك".
واختار البعض أنه لا يعرف بل يذكر بالأمثلة، لأن تعريفه غير منضبط لكثرة أفراده وتنوعه، وذلك كما صنع ابن القيم[4].
2- مصدر تسميته بالشرك الأصغر:
جاء في بعض النصوص الشرعية تسمية هذا النوع من الشرك بالشرك الأصغر.
فعن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)).
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: كنا نعدّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرياء الشرك الأصغر.
أنواع الشرك الأصغر :

أنواع الشرك الأصغر كثيرة، ويمكن حصرها فيما يأتي:

أ- قـولـي: وهو ما كان باللسان ويدخل فيه ما يأتي:

1- الحلف بغير الله تعالى .

2- قول ما شاء الله وشئت .

3- الاستسقاء بالأنواء .

ب- فعلـي: وهو ما كان بأعمال الجوارح، ويدخل فيه ما يأتي:

1- التطير .

2- إتيان الكهان والعرافين .

3- لبس الحلقة والخيط ونحوهما .

4- تعليق التمائم .



ج- قلبـي:

ومن أمثلته الرياء .

ثالثا : الشرك الخفي .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟)) قال: قلنا: بلى، قال: ((الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل)).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيها الناس، اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل))، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: ((قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفره لما لا نعلم)).

هذه النصوص تدلّ على أن هناك نوعاً آخر من الشرك يسمّى الشرك الخفي، فهل هذا يدخل تحت أحد نوعي الشرك أم هو نوع مستقل بذاته؟ اختلفوا في ذلك، فقيل: يمكن أن يجعل الشرك الخفي نوعاً من الشرك الأصغر، فيكون الشرك حينئذ نوعين: شرك أكبر ويكون في عقائد القلوب، وشرك أصغر ويكون في هيئة الأفعال وأقوال اللسان والإرادات الخفية، ولكن الظاهر من النصوص أن الشرك الخفي قد يكون من الشرك الأكبر، وقد يكون من الشرك الأصغر، وليس له وصف منضبط، بل دائماً يتردّد بين أن يكون من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، بل هو كل ما خفي من أنواع الشرك.

ومن أمثلة الشرك الخفي ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً} [البقرة:22] قال: (الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاء سوداء، في ظلمة الليل. وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلان، فإن هذا كله به شرك).

قال سليمان آل الشيخ: "أي: إن هذه الأمور من الشرك خفيةٌ في الناس، لا يكاد يتفطن لها ولا يعرفها إلا القليل، وضرب المثل لخفائها بما هو أخفى شيء وهو أثر النمل، فإنه خفي، فكيف إذا كان على صفاة؟ فكيف إذا كانت سوداء؟ فكيف إذا كانت في ظلمة الليل؟ وهذا يدل على شدة خفائه على من يدّعي الإسلام وعسر التخلص منه".

وقال ابن عثيمين: "قوله: (هذا كله به شرك) وهو شرك أكبر أو أصغر، حسب ما يكون في قلب الشخص من نوع هذا التشريك".

وعلى هذا فيجب الحذر من هذا النوع من الشرك لكثرة الاشتباه فيه، فربما يظن في أمر من الأمور أنه من الشرك الأصغر وهو في واقع الأمر من الشرك الأكبر، وهكذا العكس، وذلك لخفاء مأخذه، ودقة أمره، وصعوبة معرفته، فيكون مجاله الأمر المشتبه الذي لا يعرفه إلا الحذاق من أهل العلم، وإن كان قد يخفى على غيرهم ممن لم يكمل نظره، وضعف فهمه في أدلة الكتاب والسنة.


صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 78
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الياسمين
مشرفة
مشرفة
زهرة الياسمين


انثى عدد الرسائل : 124
العمر : 28
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : حب الخير
تاريخ التسجيل : 19/02/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty19.02.08 10:54

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 20
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty21.02.08 11:07

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 27

النفاق هدم من الداخل


إن النفاق داء عضال، وانحراف خلقي خطير في حياة الأفراد، والمجتمعات، والأمم، فخطره عظيم، وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته الكبيرة حينما نلاحظ آثاره المدمرة على الأمة كافة، وعلى الحركات الإصلاحية الخيِّرة خاصة؛ إذ يقوم بعمليات الهدم الشنيع من الداخل، بينما صاحبه آمن لا تراقبه العيون ولا تحسب حسابًا لمكره ومكايده، إذ يتسمى بأسماء المسلمين ويظهر بمظاهرهم ويتكلم بألسنتهم.

وإذا نظرت إلى النفاق نظرة فاحصة لوجدته طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد، وطمع بالمنافع الدنيوية العاجلة، وجحود للحق، وكذب.. ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا!!.

وإذا نظرنا إلى النفاق في اللغة لوجدناه من جنس الخداع والمكر، وإظهار الخير وإبطان الشر.

أقسام النفاق:

ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:

النفاق الاعتقادي: ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن: يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.

قال الله تعالىSadإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).(النساء:145).

الثاني فهو النفاق العملي أو الأصغر، وهو التخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة كالكذب،والتكاسل عن الصلاة..مع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".

وقوله صلى الله عليه وسلم: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".

من أهم صفات المنافقين:

إن للمنافقين صفات كثيرة نشير إليها مجرد إشارات مختصرة، وإلا فإن التفصيل يحتاج إلى مؤلفات تفضح ما هم عليه، ومن هذه الصفات:

1- أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[البقرة:8].

2- أنهم يخادعون المؤمنين: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9].

3- يفسدون في الأرض بالقول والفعل: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)[البقرة:12].

4- يستهزءون بالمؤمنين: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[البقرة:14، 15]

5- يحلفون كذبًا ليستروا جرائمهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[المنافقون:2].

6- موالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)[النساء:138-140].

ويقول الله عز وجل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)[الحشر:11، 12].

7- العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً)[الأحزاب:12-18].

8- تدبير المؤامرات ضد المسلمين أو المشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام، بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما أوقع كثيرًا من المجاهدين في قبضة الكافرين والأعداء إلا تآمر هؤلاء المنافقين في فلسطين، في الشيشان، وغيرهما.

9- ترك التحاكم إلى الله ورسوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)[النساء:60-63].

هكذا حال المنافقين، فهم حين لا يقبلون حكم الله ورسوله، ويفتضح نفاقهم، يأتون بأعذار كاذبة ملفقة، ويحلفون الأيمان لتبرئة أنفسهم، ويقولون: إننا لم نرد مخالفة الرسول في أحكامه، وإنما أردنا التوفيق والمصالحة، وأردنا الإحسان لكل من الفريقين المتخاصمين. ومن عجيب أمرهم في ذلك أنهم إذا وجدوا الحكم لصالحهم قبلوه، وإن يك عليهم يعرضوا عنه، كما أخبر الله بذلك حيث قال: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور:47-50].

10- ومن صفاتهم الخبيثة طعنهم في المؤمنين وتشكيكهم في نوايا الطائعين: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:79].

فهم لا يعرفون الإخلاص، وما تحققت في قلوبهم العبودية لله، فظنوا أن المؤمنين كالمنافقين ، لا يفعلون طاعة إلا لغرض دنيوي، فالفنانة التي تابت قبضت الملايين-بزعمهم-، والمجاهدون قوم فشلوا في الحياة فاختاروا الانتحار... إلخ.

وفي نهاية حديثنا عن النفاق نود أن نبين أن ما ذكرناه إنما هو قليلٌ من كثير من صفاتهم، وربما كان لنا معهم وقفات أخرى.

أعاذنا الله وإياكم من النفاق، وكفى الأمة شر المنافقين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جمعة أبوعودة
إدارة الموقع
إدارة الموقع
جمعة أبوعودة


ذكر عدد الرسائل : 719
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : حب الخير
تاريخ التسجيل : 31/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty21.02.08 11:29

طهر ( الله ) قلبك .. وأزاح ( الله ) همك .. وغفر ( الله ) ذنبك .. وكثر ( الله ) أحبابك .. وبارك ( الله ) عملك .. وفرج ( الله ) كربك .. وأصلح ( الله ) أهلك .. وسدد ( الله ) رأيك .. وبارك ( الله ) في يومك وغدك وصحتك وعُمرك كُله بإذن الله

مشكورة أختي على المشاركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty21.02.08 11:36

آآآآآآمين يارب العالمين ولك أستاذى الفاضل

جزاك الله خيرا على هذا الدعاء الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جمعة أبوعودة
إدارة الموقع
إدارة الموقع
جمعة أبوعودة


ذكر عدد الرسائل : 719
العمر : 55
الموقع : خان يونس
العمل/الترفيه : مدير مساعد
المزاج : حب الخير
تاريخ التسجيل : 31/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث و الكلام يوم الجمعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty21.02.08 11:53

الحديث و الكلام يوم الجمعة

هل يُمكن مقاطعة خطيب الجمعة أثناء الخطبة


سؤال:
هل تجوز المقاطعة والتشويش ساعة الجمعة ؟ ما هي الأسباب التي تبيح هذا ؟.

الجواب:

أولاً : الكلام يوم الجمعة والخطيب يخطب على المنبر حرام وفاعل ذلك آثم عاصٍ حتى ولو كان كلامه في ذكر الله في تلك الساعة .

فالجمعة سكون وسكوت ويجب أن يخشع المصلي بقلبه وجوارحه لما تشمله من الوعظ والعلم الذي يحتاج إليه عوام الناس فلا يجوز الحديث حتى ولو كان انشغاله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من أوسع الواجبات المأمور بها حتى ولو كان بكلمة (صه) أو كلمة (انصت) والأدلة على ذلك كما يلي :

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت " . رواه البخاري ( 892 ) ومسلم ( 851 ) .

فانظر- رحمك الله - حتى قولك للرجل أنصت وهو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر : عدَّه الشارع لغواً يحرم ساعة الجمعة .

بل الأمر أشد من ذلك فاسمع إلى الحديث الذي بعده .

عن أبي الدرداء قال : جلس النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أُبيّ بن كعب فقلت له : يا أُبيّ متى أنزلت هذه الآية ؟ فأبى أن يكلمني ثم سألته فأبى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أبيٌّ : مالك من جمعتك إلا ما لغوت ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جئته فأخبرته فقال " صدق أُبيّ إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ " . رواه ابن ماجه ( 1111 ) ، وأحمد ( 20780 ) . وصححه البوصيري والشيخ الألباني في " تمام المنة " ( ص 338 ) .

فالسؤال عن الآية يوم الجمعة تحبط من أجر الجمعة فكيف من يتحدث عن تجارته وزراعته وأمور دنياه ، ومن غفلة بعض الناس أنه يجعل الخطبة ساعة للنوم فلا يطيب له أن ينام إلا في ساعة الجمعة .

بل إن تشميت العاطس أو رد السلام في ساعة الجمعة غير جائز ، يقول الشيخ الألباني عن هذا : ( إذاً حكمهما - يعني تشميت العاطس ورد السلام - في الأصل واحد ، إما السنة كما في كلام الشافعي أو الوجوب كما هو الراجح عند كثير من العلماء فينبغي التسوية بينهما في المنع أو الجواز ، وفي ذلك عند الشافعية ثلاثة وجوه ، ذكرها النووي في المجموع ) .

وقال : الصحيح المنصوص تحريم تشميت العاطس كرد السلام .

قلت وهذا هو الأقرب لما ذكرته في "الضعيفة" تحت الحديث (5665) .
تمام المنة ( ص 339 ) .
وكذلك سائر الأذكار من الاستغفار أو التسبيح وغيرها لا يجهر بها مع كونها من الذّكْر .والخطبة من ذكر الله لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } [سورة الجمعة /9 ] .

والسعي المأمور به يشمل الخطبة والصلاة فكلاهما ذكر لله ، وذكر الله من تسبيح وغيره يكون سنة ووقته موسع أما الخطبة والسماع لها فذكر واجب ووقتها ضيق فالانشغال بها يُقدّم على الانشغال بغيرها من الطاعات.

وكذلك التأمين على دعاء الخطيب والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرّ ذكْره في الخطبة يكون سرا من المأمومين ولا يجهرون به .

ثانياً : المنع من الحديث والذكر يكون حال كون الخطيب يخطب على المنبر ، أما وجود الخطيب على المنبر دون أن يخطب فلا حرمة في الكلام وذكر الله لأنه كما جاء في الحديث السابق ( والإمام يخطب….)

فقيّدها بحالة كون الإمام يخطب .

وأما حديث : ( إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام ) : فهو حديث باطل لا أصل له . السلسلة الضعيفة ( 87 ) .

ثالثاً :- الأسباب التي تبيح الكلام أو الحركة والخطيب يخطب على المنبر :

إذا عرضت للمصلي حاجة لا يستطيع دفعها كالنعاس أو قضاء الحاجة أو وجع يحتاج فيه إلى حركة وعدم سكون والدليل على ذلك حديث : " إذا نعس أحدكم في المسجد يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره ". رواه أبو داود ( 1119 ) والترمذي ( 526 ) . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 468 ) .

وزاد البيهقي وهي ( والإمام يخطب ) وصححها الألباني أيضاً

ويجوز له أن يصنع ما يباح في الصلاة كإرشاد الأعمى خشية السقوط أو ما لا بد له من ضرورات الحياة التي قد تؤدي إلى الهلاك أو فوات مصلحة عظيمة كطلب المصلين من الإمام أن يستسقي لهم .

عن أنس بن مالك قال : أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً ، ثم قال :- يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه … رواه البخاري ( 967 ) ومسلم ( 897 ) .

ويجوز للمأموم أن يصحّح للخطيب آية أخطأ فيها ويفتح عليه إذا احتاج وهو على المنبر ، وكذلك يجوز الردّ على الخطيب إذا قرّر الشِّرْك والبدعة والمنكر أثناء الخطبة ما لم يؤدِّ ذلك إلى حدوث فتنة أو منكر أشدّ في المسجد فحينئذ يؤجّل الإنكار إلى ما بعد الخطبة فيقوم ويبيّن ، وإّذا قال الخطيب كلاما باطلا لم يجب الإنصات له كما ورد أنّ بعض السّلف كانوا يتكلمون عندما كان الحجاج الظالم يلعن عليا رضي الله عنه على المنبر ويقولون : إنا لم نؤمر أن ننصت لهذا .

- تجوز صلاة تحية المسجد بل يؤمر بها ، وإن كان الخطيب على المنبر يخطب .

لحديث جابر بن عبد الله قال جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال أصليت يا فلان ؟ قال : لا ، قال : قم فاركع ركعتين . رواه البخاري ( 888 ) ومسلم ( 875 ) .

وإذا رأى شخص آخر يتكلّم فلا يجوز له أن يُسْكته بالقول كما تقدّم ولكن يُمكن أن يشير إليه بالصّمت إشارة كأن يضع أصبعه على شفتيه . والله تعالى أعلم .


و إلى اللقاء في الدرس القادم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي الخريبي
عضو ذهبي
عضو ذهبي
علي الخريبي


ذكر عدد الرسائل : 314
العمر : 30
الموقع : فى البيت
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مستمتع
تاريخ التسجيل : 31/12/2007

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty23.02.08 1:03

بارك الله فيك
صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Aa9374e88e
مشكورررررررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الرحيم
عضو ذهبي
عضو ذهبي
القلب الرحيم


انثى عدد الرسائل : 343
العمر : 39
المزاج : تمام الحمد لله
تاريخ التسجيل : 12/01/2008

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة   صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة Empty20.12.08 14:41

صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 6
صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 11
وبعد طول أنقطاع عدنا بحمد الله
وسوف نكمل بأذن الله
واليوم موعدنا مع صفه سيئه خطيره جدا
ألا وهى النميمه

تعريفها: هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد.

حكم النميمة:
فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب.

فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك.

آثارها
: التَّفرقة بين الناس، قلق القلب، عارٌ للناقل والسامع، حاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس،

ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاص يسعون في النميمة؟
عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وقوله عز وجل : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه .

عقابها:
جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم.

قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم.

النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه .
في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب".

النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه((

فالمسلم الصادق أيها الإخوة: له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل.

ومن أمثلة النميمة:
كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل.

الأمور التي تساعد على النميمة:
إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:
1- جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.
2- ما في النفس من غل وحسد.
3- مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.
4- أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.

من صفات النمام:
قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم .

الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.

الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.

الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.

الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.

الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.

السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.

السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.

الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.

التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.

علاج النَّميمة:
يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم.

واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات (

أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت((

قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.

ماذا يفعل الشخص اللذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟

أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:

أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.

ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.

ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.

رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.

خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.

سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.

سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.

ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.

تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .

قصة في النميمة :
أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

أرأيتم ما تصنع النميمة كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما هذا صنيع ذي الوجهين دائما.

قال الحافظ: 10/472
وجه الجمع بين الخَصلتين أن البرزخ مُقدمة الآخرة وأول ما يُقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ومن حقوق العباد الدماء. ومفتاح الصلاة التطهر من الخَبَث ومفتاح الدماء الغيبة والسعي بين الناس بالنميمة بنشر الفتن التي يُسفك بسببها الدماء.

المصادر : من :
موقع الشيخ ابن باز رحمه الله :
http://www.binbaz.org/
موقع اسلام اون لاين:
http://www.islamonline.net/
موقع المنبر :
]http://alminbar.net/
صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة 15
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفات سيئة نهانا الإسلام عنها حلقات متتابعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من صفات العبد الربانى
» الإسلام و الحث علي الزواج
» مشاهير اعتنقوا الإسلام‏
» لم تمنعه معصيته من نصرة الإسلام ..
» صفات الله " سبحانه وتعالى "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى المدرسي :: المنتديات العامة :: المنتدى الإسلامي -
انتقل الى: